من ساح في "جغرافيا" الرافعي الأدبية سيلاحظ أنه يتنقل في أفياء ظليلة وواحات وارفة ، وسيصاحب الرافعي في أعلى درجات الفلسفة في كتبه ( أوراق الورد ، السحاب الأحمر ، حديث القمر، رسائل الأحزان ) حيث كانت هذه المؤلفات في فلسفة الحب والجمال ، وهي امتداد لسبعة مقالات عن الجمال في كتابه الماتع (وحي القلم) ، كما سيستمتع بالرافعي المفكر في كتابه ( وحي القلم ذي الثلاثة الأجزاء ) ، ومن أراد أن يقترب من الرافعي الزاهد ذي القلب الرحيم فليقرأ كتاب (المساكين) ، أما من يحب معرفة الرافعي المدافع عن عظمة لغة القرآن فلينظر في كتابيه الخطيرين ( تاريخ آداب العرب - إعجاز القرآن والبلاغة النبوية ) الذي رد فيه على طه حسين عندما تنكر لتاريخ القرآن واللغة العربية في كتابه ( في الشعر الجاهلي) ، كذلك له رد قاس على طه حسين عندما دعا لترك التخاطب بالعربية الفصحى والعودة للعامية ، فألف كتاب ( المعركة تحت راية القرآن ) ، ولا أنسى كتابه الآخر ( على السفود) في تسفيه وسلخ العقاد ، حيث شواه على سفود النقد حتى ذرا رماده كما تذرو الرياح العهن المنفوش .
واجه وانتج ما ذكرناه آنفاً وأكثر منه ، وهو أصم ( لا يسمع ) ، وقد كانت مطالعاته وتحصيله العلمي ذاتي !!!!
إرسال تعليق