U3F1ZWV6ZTE4OTE5ODMyNDAxMDQ5X0ZyZWUxMTkzNjI2NjI5MjY0OQ==

شهوة البطن وخلود السلطة قد تكون مدخلاً للتغلب عليك .. بقلم أ. منذر الخراساني



مررت على قصة أبينا آدم عليه السلام ، فرأيت أن بداية العقوبة ، والانتباه للعوج غالبا ما تكون بعد مقارفة المعصية 

( فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى )

لكن يسبق ذلك الانزلاق أسباب متعددة نذكر منها في ضوء قصة آدم ما يلي : 

1- استخدام وسائل التزيين والإغراء ودغدغة النوازع البشرية للسلطة والتملك الدائم دون مُنازع 

( هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى )

2- مهارة العدو في الدفع بك إلى مستنقعه ، فإنه لا يفتأ عن سحبك إلى ميادين بعيدة حتى ينسيك أصل المسألة ، فيجعلك تفكر بطريقته هو ( نستطيع أن نسمي هذا فن الإضلال والمغالطات ) 

( ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين )


فالشيطان هنا ابتدأ بتذكيره بالنهي ، ولكنه انحرف بتأويل علة النهي إلى مساق آخر ، حتى ينسيه أصل النهي الإلهي  

( ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين ) . 

3- ربط الشخص بما يقدسه والظهور بإرادة حب الخير له 

( وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ) 

التأكيدات الثلاثة ( اليمين ، وحرف التوكيد إنّ ، ولام التوكيد  "لمن " ) فيها إشارة على الجهد الكبير الذي بذله الشيطان في إغواء أبي البشر عليه السلام . 

4 - يستطيع خصمك أن يهز إيمانك ، باستخدام تعليلات "ما ورائية " قد لا تخطر على بالك 

( ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ) ، وعندما يتأكد أن مفعول كلامه بدأ يؤثر فيك ، فلا يتردد في دفعك إلى تنفيذ ما يريد ببعض ما قد استغفلك به قبلاً ، وهو بهذا يثير اعجابك "بالماديات" 

( هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ) . 

إن الصراع الداخلي الذي يحدث في النفس البشرية للموازنة بين الروحانيات والمحسوسات ، كثيراً ما تكون فيه الغلبة للماديات على الغيبيات . 

ولما كان لكل منا جهد وطاقة محدودة للتحمل ، فإن آدم عليه السلام وصل إلى مرحلة الضعف والافتتان بما زينه له الشيطان ، لذلك سقط في حبائل ذلك العدو  واستجاب لنوازعه الداخلية مشدوهاً عن الاستمرار بتنفيذ الأمر الإلهي بالامتناع عن الأكل من الشجرة 

( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما )

( لذلك فإن عدوك - في كثير من الأحيان -  لا يحتاج أن يمارس عليك الكذب الصريح حتى يوقعك في مكيدته ، بل قد تكون الحقيقة الجزئية وقول الصدق من أكثر الطرق دهاء وحيلة لإيصالك لما يريد ) . 


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة