حول النقد وأهميته (2-9)
ذِكْرُكَ أخاك بما فيه مما يكرهه "الغيبة" ، أو تأليف خبر كاذب عنه "بهتان"
يُعَدُّ من التصرفات المستهجنة التي توغر الصدور وتزرع العداوات ، لذلك شنع عليها القرآن ، ونهى عن ممارستها
( ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه)
لكن قد يكون الرد بالحق وعدم تجاوز العدل في الجهر بسوء القول ، ممن وقع عليهم الظلم مندوحة عن ذلك
( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) .
يقول النبي صلوات ربي وسلامه عليه
(وأسألك كلمة الحق في الغضب والرضا)
هناك فرق جوهري بين تلك الغيبة والنقد ، إذ الأخير فإن الأصل فيه أن لا يكون بدافع الحقد ومجرد التشهير ، بل لغرض النصيحة والتقويم ؛ فقد يكون:
- استشارة ضرورية حول الأشخاص .
ورد في الحديث الذي اسْتَنْصَحت فيه إحدى الصحابيات ، النبيّ عن قبول الخُطّاب الذين جاؤا إليها فقال لها : ( أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو الجهم فلا يضع العصا عن عاتقه) .
- تأدية مهمة دينية بالغة الخطورة ، كعلم الجرح والتعديل في معرفة الرجال ، من أجل تنقيح الحديث النبوي ، وحفظه من الوضع والاختلاق ...
- تعرية انحراف وفساد الشخصيات العامة ( إدارية وسياسية) ، بغرض التقييم ، فهو نوع من أنواع جهاد الكلمة ( ممارسة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو ما نستطيع أن نطلق عليها تجوزاً ) المعارضة السياسية
قال أحد الرعية لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
( لو رأينا فيك اعوجاجاً لقيمناك بسيوفنا، فقال لهم : لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فيّ إن لم أسمعها)
✍🏻 منذر الخراساني
إرسال تعليق