U3F1ZWV6ZTE4OTE5ODMyNDAxMDQ5X0ZyZWUxMTkzNjI2NjI5MjY0OQ==

قارب النهر.

- قارب النهر|فاطمة الوليدي.

 أرأيت لو أن لك قاربًا، تركبه كل يوم آمنًا؛ لتعبر نهرًا، أتُقْدِمُ على كسره، طلبًا للتغيير؟! 

   فذلك كمثل (الروتين)- بلغة العوام- ، ولو تأملنا معناه لوجدناه الاستقرار. تلك النعمة العظيمة التي يريد الكثير كسرها، ويتضجر من تكرارها، فقالوا: الأيام تتشابه، والأوقات تتسارع، فمللٌ، وضجر،ٌ وتكرار، وكله قديم. 
أما استشعروا بطء الأيام عند المتعبين المنهكين! وماأبصروا تقلب الأيام عند اللاجئين التائهين! الذين عن مللهم وجدوا الألم، وعن ضجرهم وجدوا السقم.
 وماكان التكرار إلا استمرارًا للنعمة واستقرارًا، فهل ينقمون أنفسهم بكسره، فيغرقون! ولايحمدون الله على فضله فيُنْقمون. وقد حدثنا الله عن قرية أهل سبأ، فقال عز وجل: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19) }

   ومن فضل نعمة الاستقرار أن به يصلح حال العبد؛ فينتظم عمله، ويهنأ بنعمه، فهو مركب العمر الذي به يمضي على نهر الحياة، منعم الحال، هادئ البال، صالح المآل، ومن عظيم نعمة الاستقرار أن جعله الله جزاءًا في الجنة، قال تعالى {أَصْحَابُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾ [الفرقان: 24] 
وفي آية أخرى ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾ [الفرقان: 76].

   ختامًا؛ ليلهج اللسان حمدًا، ويضمر القلب شكرًا، وتعمل الجوارح بذلًا، لأنعم الله، فتدوم ولاتتحول، فقد قال صلى الله عليه وسلم {اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك} أخرجه مسلم.


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة