U3F1ZWV6ZTE4OTE5ODMyNDAxMDQ5X0ZyZWUxMTkzNjI2NjI5MjY0OQ==

أنت تروج!

أنت تروِّج!


    "أنت تروج لهم بكثرة المنشورات عنهم" لطالما نسمع هذه الردود مباشرةً، لمن يسعى بشكل متواصل لتقريع ظاهرة ما، أو أمر مستحدث باطل، قد يكون قائلها حسن النية، ولكن هذه الردود نتائجها ضارة، من حيث يراد بها النفع. 

   أولا، مثل هذه الردود مقدمتها خاطئة وباطلة، من ناحيتين، الأولى: أنها مبنية على السكوت، وتأكيده.
 الثانية: أن معنى الترويج حقيقة، الإعلان المستمر إما بذكر المحاسن، أو تشهيرٌ بالسكوت فلا يذكر المحاسن ولا المساوئ، هكذا يروج ويجذب الجمهور له، وهذا معنى الترويج، بينما من يقوم بببيان الباطل ولو كان متواصلا، وباستمرار، فهو تقريع وإنكار، وليس تروجيًا؛ لأنه يجلي الباطل فيها.

    أما نتائجها، فإن السكوت عن بيان باطلها، هو بث لإنكار المنكر بأضعف الإيمان، فجاء في حديث أبي سعيد الخدري  قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: {من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان}أخرجه مسلم
    وليس معنى هذا أنه لاخير فيمن ينكر بقلبه - لا - وإنما على المسلم أن يقوي أخاه المسلم، لا أن يضعفه، ضف إلى ذلك، أن على المسلم أن يبين موقفه مما يراه ويسمعه، وبأي صف هو، حينما يُسأل يوم الحساب عن ذلك. 

   خلاصة القول، من يقوم بالتقريع والإنكار، ولو كان شيئا خافيًا على الناس، بل، ولو كان دائم البيان، فهو ليس ترويجًا أبدًا، بل هو إنكار وتقريع؛ لأن الحق جلّاه والباطل أنكره.

#فاطمة_الوليدي
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة