U3F1ZWV6ZTE4OTE5ODMyNDAxMDQ5X0ZyZWUxMTkzNjI2NjI5MjY0OQ==

عالمك الخاص| صلاح العياشي

عالمك الخاص


- إن ما تفكر فيه أنه من يتحكم فيك، فكيف ذلك؟!. 
اصغ إليَّ: إن الإنسان عبارة عن مجموعة من الأفكار ومحلها ( العقل )، المشاعر ومحلها ( القلب )، التصرفات وساحتها (السلوك). 

وهي ثلاث ركائز متداخلة فيما بينها تداخل دائري متشابك، حيث أن تفكيرنا هو نتاج نظرتنا للواقع، وهي التي تولد فينا المشاعر، التي تخرج لتظهر على شكل تصرفات، وهذا الأمر يجده كل واحدٍ منا، فأنت وما تفكر به لا يعني بحال من الأحوال أنك من يتحكم بهذه الأفكار، لأن الأفكار مؤثرات خارجية، تهجم عليك في شكل خواطر، والكثير منها يصعب ردها، بمعنى أنها تأتي عبر بوابة ظروف الحياة وواقعها وكل واحدٍ منا له ظروفه وحياته. 
فالاختلاف يكون بطريقة التفاعل معها؛ من ناحية السلبي والإيجابي.

- وكما يقول سيد قطب -رحمه الله- : وهو يذوق ويلات السجن وجبروت السجَّان: " لقد حسيت بالراحة في داخلي، وليس فيما حولي"، وذلك كان تفسيره لقوله تعالى " مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " - فاطر-.

- إنك تستطيع أن تعيش مع أي لحظة من حياتك؛ كأن تعيش مع اللحظة الفائتة وذلك باستذكارها، أو العيش مع اللحظة الراهنة إن بدت خيرا بفاعلية معها، أو اللحظة المستقبلية سواءً تلك التي تروم لقياها في الدنيا، أو تلك التي تظن أنك ستلاقيها في الجنة.

- صفوة القول أنك قادر بعد توفيق الله على صنع عالمك الخاص وذلك بتصحيح أفكارك وترتيبها مع التخطيط السليم، إضافة إلى إصلاح النيَّات -كأهم نقطة، ومن ثم معرفة الغاية التي تروم الوصول إليها، وهي لاشك غاية كل مؤمن رضا الله وجنته ورؤيته، وفي سبيل ذلك فكل شيء هين.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة