الروح يامن ابتدأ اسمها بالشين تسألني:
هل أحزنتها يومًا وأنت تبتسمُ؟، وإذا علمت، ماذا عساهُ ينفعُ الندمُ!
قلت: لا أدري، دعينا نتأكد من ذلك!
قالت: وكيف؟
قلت: إن القمر قد استمد الضياء من نور وجهها المشرق، ليضيء الدروب لكل البشرية في حلكة الليل؛ فإن أغاظها شيء؛ حرمتنا من هذه النعمة الفضيلة، وجعلتنا نغوص في أعماق الظلام..
قالت: مجنون أنت!
قلت: خذيني على قدر عقلي..
قالت : هيا بنا إذن...
فخرجت أنا ومهجتي لحديقة المنزل؛ متخذًا من الثَّيل الأخضر فراشًا، ومن السماء غطاءً، وأحدق بالنجوم ولا ألتفت إلى القمر!؛ حتى لا أُصعق بالأهوال..
وبعد مرور الوقت؛ عزمت على أن أتشجع وأواجه الحقائق بكل ما أملك من قوة.
ورنوت إليه؛ فإذا هو: " على النصف، غير مكتمل"
قلت: وأخيرًا، يمكنني الآن التحدث بكلمتين متضادتين بشكلٍ متساوٍ في مشاعري!
قالت: سئمت منك، أخبرني إذن عن هذه البلية الجديدة؟
قلت: أواه على صدها بوجودها المادي لي،
و واهًا لحبها المفرط بي حتى جعلت قلبها راضٍ عن كل ما يحدث، وقريب مني مها ابتعدت عني الآف الأميال، وهذا هو تفسير ظاهرة القمر الذي رأيته: "النصف المظلم هو ابتعادها، وتغنجها الدائم عليَّ؛ لأشعر بقيمتها الحقة، وأما الجانب المضيء فهو جوهر روحها البهية، الذي طالما تغدقني منه بحب متواصل، لا نظير له على الإطلاق."
قالت: والله أنك لمجنون، وكيف لا! وأنت تهذي ولا تعلم ماذا تقول، فأنت عاشق ولا على العشّاق حرج.
إرسال تعليق