يتخذ الكثير من المتعصبين موقفاً تجاه من يعمل على تقويم الإعوجاجات الفكرية لمجتمعه ، وتقييم المسارات التاريخية لأمته ، والقيام بالمراجعات الجادة للقضايا الاجتماعية والفقهية .... التي سادت وترسخت بفعل المسببات المختلفة ( بيئية وسياسية وعرفية ومذهبية .... ) .
يفعلون ذلك ، لأنهم يرون المحاسبة من الداخل ؛ شتيمة واستنقاص وإبراز المعايب من أجل التشفي والتشويه أو ظناً منهم أنه يستفيد منها الآخرون فيهاجموننا من خلالها ...
لا يدركون أن النقد الذاتي هو من الأسس الجوهرية في إحداث التغيير والتحولات الكبيرة .
إن الاستفادة من التاريخ يقتضي نزع جلباب الخوف حين التعرض لأحداثه ووقائعه وأشخاصه
ألّف المفكر العبقري عباس العقاد ، سلسلة من التراجم الخاصة بالصحابة رضي الله عنهم واشتهرت " بالعبقريات" كتب فيها بأسلوب جديد ، حيث أعمل في قراءاته نظريات التحليل النفسي والشخصي ، مبيناً انعكاس ذلك في تعاطيهم مع الناس عندما كانوا في منابر الحكم والقضاء والقيادة العسكرية والإدارية لدولة الإسلام الوليدة فكانت استنتاجاته في قمة الروعة والمتانة .
هناك فرق كبير بين توضيح الطبائع التي كانت موجودة فيهم أو في بعضهم ، ثم استخلاص الانعكاسات على الدولة والأمة -إدارية وسياسية ونفسية.. - حتى تعم الفائدة المرجوة منها ؛ وبين التهجم والطعن لأغراض مشبوهة .
إرسال تعليق