على ضِفافِ آية
(ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب، من يعمل سوءاً يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا.)
جاءت الآية لإرساء قانون إلهي يسري على جميع الأمم والأجناس، حيث نبهت وأرشدت أن الأماني المجردة عن العمل، والإدعاءات المستندة إلى أحلام القرابة والنسب، إضافة إلى أوهام "الاصطفاء" العرقي والسلالي، إن ذلك لا يغني عند الله شيئًا ما لم يكن التنظير مقترنًا بالتطبيق.
وهذا ما يصدقه ويتآزر معه، التماس الخليل إبراهيم من ربه، باستمرار وراثته في عقبه، فكان الرد حاسمًا قاطعًا:
( إني جاعلك للناس إمامًا قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)
لقد تجلت السمة النقدية وصور المقارنة الإدراكية للقرآن -بين آخر أمة وما سبقها- بأجلى صورها في هذه الآية، حتى إنها لتحفز وتستنهض النفس نحو أسباب النجاة والفلاح؛ وهو أن الثواب لا يجتمع مع العمل السيء، كما أن العقوبة والجزاء لا يتناسب مع عدل الله في إيقاعه على من يحسن العمل ويخلص السعي
(وما كان الله ليضيع إيمانكم)
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)
ولو كان كافرًا؟!
( كُلًا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورًا)
( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد)
إن تلك الآيات شواهد وأمثلة حية على "القواعد الحاكمة في القرآن الكريم، والتي تضع الإنسان مباشرة أمام المسؤولية عن عمله، فالله لا يحابي أحدًا".
مُنذِر الخَرَاسَاني
إرسال تعليق