U3F1ZWV6ZTE4OTE5ODMyNDAxMDQ5X0ZyZWUxMTkzNjI2NjI5MjY0OQ==

كَتَب! |مَنَار عبدَاللطِيف الوَهبانِي



- كَتب : 

عن ماذا أُخبركَ يا صديقي وقد حلّفتني بالله أن أصدُقَك القولَ عن حالي... 

أما والله بعد ما حلّفتني فلا تلُمني إن أُثقِلَ كاهلك بحزن صديقك الذي لا يعرف للشكاية طريقًا، ولا دربًا للتذمر، ولا وسيلة يهربُ عبرَها من واقعِه! 

صديقُك يا صديقِي... 

أصحبتْ وسادتُه المأوى الوحيد نهاية يومِه، من قالَ أنّ البكاء مَعيَبة؟ 

كلا ،لا تصدّق !

 فلا يمكن لقلوبنا أن تَتنفّس إلا بتلك الدموع، وإن لم تكن هي من تُنفِّسْ عنّا لما كانت بتلك الملوحة، وما تلك الملوحةُ إلا  ما استخلصته من جروحِنا التي وضعوا عليها ملحَ قسوتهم فطبّبتها! 



صديقُك يا صديقي... 

لم يتمكّن إلى لحظته هذه أن يقنعَ نفسَه أن الإنسانِ عليه ألا يثقَ بأحد! 

فما زال يثق بأحب الأشخاص إليه، لكنه وككل مرة، في النهاية يُخذَل! 

لا تبتئس...

فكما أن الصوتَ الذي بداخلي يقولُ لي لا تثِق بأحد، فهناك أصواتٌ تقول هو الوحيد من يستحق ثقتك، فابتسم! 



وإن لم تكن تعلمُ عن حال صديقك أيضًا ...

فإنّه بالفعل لا يدري كيف لأذنيه أن تسمعَ أنينَ قلبه، الأنينُ الذي يحجّر المحاجر فلا يسمحُ لدمعةٍ بالنزول، ويخبر الحنجرةَ أنها ستقاسي من الألم ما يقاسيه من لا يستطيع البكاء! 


فرضٌ علينا أن نقاسي الحياةَ يا صديقي، ولا وسيلة لنا للبقاء غير الصبر والاحتساب، ولا تتعجّبْ من حجم كتماني، فإنني رغم حرصي أن أكون إنسانًا كتومًا فأنا كتابٌ مفتوح... 

تجدني كتابًا مفتوحًا فوقَ سجّادتي، ودمعتي تلك...  تعرفُ ما معنى أن تبكي وأنت تعلم أن هناك من يسمعك، وسيسعفك، وسينجيك ويجبرك! 



أخيرًا

ولكي لا أذكر تفاصيلًا أعمق،  فها أنت قرأت، وتعرف أن قلبَ صديقك ليس بخير،  وتعرف أيضًا ما هو جوهرُ المعاني الذي أعرّفُُ به الحبَّ، فأحبّني (دعاءً) وتمنّ ورجاءً لا يزول ولا ينقطع، علّ من يسمع نداءتنا الملحّة أن يُنسِينا مُرّ ما مررْنا به بحلاوةِ أقدارِه المخبّئة. 




- مَـنـَار عبداللطِيف الوَهبانِي

 

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة