الدفاع عن الدين!
تحت هذا اللافتة قامت الحروب الإسلامية، السابقة والحالية وربما اللاحقة، استغلال الدين وسيلة تستخدمه بعض الجماعات لتنال الحكم والسلطة؛ وذلك لأنهم يعرفوا حب الناس للدين واستعدادهم لتقديم التضحيات الجسيمة في سبيله، وهذه مشكلة ولاشك؛ ولكن المشكلة الأكبر أنه بعد أن تتضح للناس الكذبة ويعرفوا أنهم كانوا مُستَغَّلين فذلك لا يدعوهم للندم، ولا حتى يعتَّبرونه درس من دروس التأريخ، بل يظلون على ذلك الغباء، مقدمين أرواحهم وأموالهم لكل جماعة تثور تحت هذه الفكرة فَيُلدَّغون من كل جحرٍ مرات ومرات وليتهم يتورعون.
فإنه لما قامت الثوره العباسية على الأمويين قامت من منطلق محاربة الفساد، والدفاع عن الدين بالمقام الأول، فكان الترويج لدولتهم، على أساس أنهم الطائفة الناجية، الباقية على الحق، والتي تتهيأ لقدوم المهدي المنتظر، وكذا قيام الساعة، وتحت هذه المسميات كانوا يحرضون الناس على الثورة ضد الأمويين!
ولا أجد تفسيرًا لتكرار هذا الأمر في أزمنة التأريخ، إلا لقلة وعي الناس به، وجهلهم بالإسلام ومفاهيمه، وسيطرة الدجالين على عقولهم وعواطفهم، حيث يَنَصِّبون أنفسهم وكلاء الله في أرضه، فيحققون ما يريدون، وينالون ما يبتغون، بمجرد فتوَة دينية موقَعة باسم الله والعِرض والوطن، أو يكفيهم إدعاء الإصطفاء الإلهي؛ لتأتيهم الناس من كل حدبٍ وصوب ويقدمون أرواحهم وأموالهم نصرة لهم دون سؤال أو نقاش، ثم ما يلبثوا أن يسقطوا في واقع التهميش والإستغلال كما سقط الذين من قبلهم، ثم لا يعتبرون!
- وستبقى الأمة على هذا الحال إذا لم يبادر الناس يقودهم العلماء الربانيين، إلى التغيير من الداخل، حاملين لواء الوعي واليقظة يحركهم دين الله الصحيح؛ دون توجيه الطواغيت، وعلمائهم.
- فإذاما فكروا في ثورة جديدة فلتكن أولاً على علماء السلاطين أعوان الطواغيت، ثم مفكرينهم من البطانة الثقافية المائعة، حينها ستسقط الأنظمة الفاسده تلقائيًا، وسننعم بدولة إسلامية تحكم نفسها بنفسها.
- صَلَاحَ الدِّين العَيَّاشِي
إرسال تعليق