U3F1ZWV6ZTE4OTE5ODMyNDAxMDQ5X0ZyZWUxMTkzNjI2NjI5MjY0OQ==

مراجعات كُتُب"فنجان من التخطيط"| صَلَاحَ الدِّين العيّاشِي


 -

مراجعة #كتاب_الأسبوع143

#فنجان_من_التخطيط| 320صـ

 لـ عبد الله عيد العتيبي.


- يأتي هذا الكتاب ضمن كتب " التنمية البشرية “ وهو فنٌ يعنى ببناء الإنسان مهاريًا وإداريًا بالتخطيط والتنظيم، وقد استغرق الكتاب هذه الفكرة بدءًا وانتهاءًا، وحشد الكاتب لذلك الأدلة والأمثلة، سائقًا معها النماذج والقصص، راجيًا تطبيقها، والغاية الوصول إلى النجاح فالفلاح!


- أصل الفكرة الدعوة إلى الترتيب والتنظيم، وإدارة الحياة وفق مبدأ الأهم قبل المهم، فمهمٌ ضروري، ومهمٌ غير ضروري، وأولويات طارئة وأولويات غير طارئة، وهكذا ترسم لحياتك خطة، محاولًا بأكبر قدر وجهد استغلال وقتك لما فيه رضا الله، ومنفعة نفسك والآخرين!


- يبدأ الكاتب بعد المقدمة والإهداء بالتحدث عن اكتشاف الذات باعتباره الخطوة الأولى في طريق التخطيط، فإن تَعرف نفسك فقد عرفت كل شيء! ومعرفتها يكون بإدراك عيوبها ومزياتها، ويلتمس لذلك أحاديث الخلوة، ومجالس التدبر، فأنت وما تبطن؛ لا ما تظهر!


- ثم يوصي الكاتب -حفظه الله- بالتمييز بين الرغبة والقدرة، فإن تَرغب في شيء فلا يعني أنك ستناله؛ إن لم تتهيأ له وتعد لذلك طريقة ومسلكًا،

 ذلك أن غاية الإنسان -أيُّ إنسان- هو أن يكون سعيدًا مستمتعًا، ثم يقول الكاتب في موضعٍ ٱخر دون الكتاب؛ أن بين السعادة والاستمتاع فروق فالأولى هي الفلاح المقصود بقوله تعالى:

 (قد أفلح من زكاها) والثانية هي:

 اللذة الآنية التي نعيشها في يومياتنا وهي ماباتت تُعرف بـ “الحلم الأمريكي“، والفلاح سعادة أخروية ودنيوية تعقبها طمأنينة دائمة في كل الأحوال والأوضاع كشعور داخلي لا يرتبط بالأشياء من حولنا، بينما النجاح استمتاع آنيّ له أحواله الخاصة، وهو ملذة بدنية وتفاعل جسماني مرتبطٌ بالمادة سلبًا وإيجابًا.


- ثم يذهب الكاتب إلى مسألة تحديد الوجهة جاعلها رأس الأمر، فيقول إن لم تعرف ما الذي أنت ذاهبٌ إليه؛ فإنك ذاهبٌ بحياتك إلى لاشيء!

 فاعرف وجهتك وحدد هدفك؛ لِتدرك غايتك، ولتحديدها يلزم معرفة القيم والمبادئ التي على ضوئها سنمضي ونسير! فالقيم هي قيمة الأشياء من حولك، والأخلاق التصرفات والسلوك التي ستربطنا بقيمنا، والمبادئ هي المظلة التي تحتويهم، ووفقها تسير الحياة والكون!  فتخطط وتبذل الأسباب، فحينها يمكن أن تكون إنسان فالح!


- هذا كان مُجمل فكرة الكتاب، وأما رأيِّ فيه فأقول للكتاب محامد ومآخذ: 

ولعل من محامده تحريك العزائم، وإيقاظ الهمم، وتجديد النشاط وبث روح الفاعلية والقدرة، وبيان الطريقة المثلى لتحقيق هدفك!


- ومن المآخذ حشده للمقولات الغربية والتي بدعًا يسميها حكم، إذ لو نظرنا إليها بنظرة المتفحص لوجدنا فيها من المخالفات ما الله به عليم، عوضًا عن فساد قائليها ومرجعياتهم والتي لا تتناسب معنا بحال، ذلك إنهم قد ابتعدوا عن الفطرة السليمة، وأصابهم ما أصابهم من الانحراف والانتكاس، كاستشهاده بكلامٍ ينسب لمؤسس شركة “ديزني لاند“ للألعاب، ومعلومٌ حال شركته الفاسد وترويجها للعهر وللشواذ! وتخصيصها ألعاب للوطيين (المثليين) ودعمها ذلك علانية، فقبحه الله وقبح أهدافه!


- بيد أن هناك الكثير من المسلمين الفالحين، وهو ما كان يجب عليه ذِكرهم واستدعاء مقولاتهم التحفيزية، فهم الخير الذي علينا اقتفاء أثره، ففي حياتهم ما يغنينا لاتخاذهم قدوات، سواء أولئك الذين اشتهروا بالتجارة وعالم المال وهم كُثر، أو أولئك الذين خلدهم التأريخ في الفكر والفلسفة وعلوم الدين.


- ختاماً، أقيم الكتاب بثلاث نجمات وهو بذلك جيد، وأوصي به؛ لمن لم يقرأ من قبل في مجال التنمية الشخصية! فهذا الكتاب  قد يكون كافٍ لتعريفك به.


#ص_ع

- صَلَاحَ الدِّين العيّاشِي


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة