U3F1ZWV6ZTE4OTE5ODMyNDAxMDQ5X0ZyZWUxMTkzNjI2NjI5MjY0OQ==

أيّامُ الجَاهليّةِ| صَلَاحَ الدِّين العَيَّاشِي



أيامُ الجاهلية


أذكر من “أيام جاهليتي“ أنني قارنتُ مرةً بينَ “حاملِ السلاح“ و “شاربِ الخمر“ ثم-ولا أدري بأي منطق- حكمت أن “شارب الخمر“ أفضل من “حامل السلاح“ وتحمستُ لهذه الفكرة كثيرًا، وجادلتُ مقتنعًا أنني على الصواب!


وهكذا حتى انقضت الأيام، لأرى أنني قد أخطأتُ بإطلاق تلك المقارنة وأنها غير منطقية من عدة أوجه:

- الوجُه الأول: أن شارب الخمر في كل الأحوال مُخطئ! إذ بفعلتهِ تلك قد تعدى على حدٍ من حدود الله، وأذهبَ بالشُربِ عقلهُ، وهذا مدعاةُ أن تصدر منه أفعال خطرة؛ كافتراضية حمل السلاح، فالقتل، وهنا يتبين لنا عُوَر المقارنة وسقمها، إذ أنه يمكن أن يفعل الأمرين؛ يشرب الخمر، ويقتل!


- الوجه الثاني: أن الإرهابي “حامل السلاح“ قد يحمله لخيرٍ كأن يدافع به عن دينه ونفسه، أو عرضه وماله، أو يردع به طاغٍ وباغٍ، وينتصر به الحق، وتستقيم لذلك الحياة، بخلاف “شارب الخمر“ فإنه في كل أحواله على فساد؛ حتى وإن لم يفعل شيء، فإنه يكفيه معصيةُ الله؛ ليكون مخطئًا دائمًا.


- نستفيد من هذه القصة أن بعض الآراء نتعصب لها وتسيرنا بذلك “المرجعية الفكرية“ (الإيدلوجية) وقد نشعر بها أو لا نشعر، وأنه يلزمنا في حال أردنا المقارنة أو التبصر في أمرٍ ما، خلع صلتنا الأولى بالأفكار القديمة، والتحلل منها؛ ثم البحث الجاد، والقراءة الواعية حتى تستقيم لنا المقارنة، ونعرف صوابها من خطأها.



- صَلَاحَ الدِّين العَيَّاشِي 

#ص_ع

#أيام_الجاهلية

#صناعة_الوعي

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة