قراءة تلخيصية لأهم ما ورد في كتاب “كيفية قراءة التاريخ وأهميتهم، لمحمد بن موسى الشريف.
بسم الله الرحمن الرحيم.
استهل الكاتب كتابه بمقدمة شرح لنا فيها أهمية التأريخ لأي أمة من الأمم؛ وخاصة أمتنا؛ كون تاريخها حافل بالإنجازات مع اعتراض عقبات تختلف بين الصغرى والكبرى.
وقُسِمَ الكتاب إلى خمس مطالب رئيسية، ثم إلى ثلاث مباحث رئيسة.
1- المطالب:-
▪ المطلب الأول:-تعريف علم التاريخ وفضله.
عرف فيه التأريخ من أربع وجهات:-
١.تعريفه عند القدماء.
٢.تعريفه عند المعاصرين.
٣.أصل المصطلح.
٤.تعريفه عند الإغريق والرومان.
▪ المطلب الثاني:- مبدأ التاريخ الهجري.
ذكر فيه بداية التاريخ الهجري ومن الذي أرخَّ به؟ ولما اختير دون غيره؟ والضعف الذي يعانيه في يومنا هذا، وكيف أن الغرب دسوا لنا تاريخهم ليُهمل تاريخ أمة عريقة ومجيدة؟!.
▪المطلب الثالث:- الحاجة لعلم التاريخ.
السبب وراء أهمية تدوين العلم؛ ولِمَا يعد من المهم، ذكر فيه أربع حاجات، مدعومة كل حاجة بأسباب حاجتها:-
1-الحاجة الدينية.
2-الحاجة الدعوية.
3-الحاجة السياسة
4-الحاجة المعرفية.
▪ المطلب الرابع:- فوائد قراءة التاريخ.
قراءة التاريخ تعم بنفع على المرء كما ذكر الكاتب من عدة جوانب:-
- الاعتبار والاتعاظ بحوادث التاريخ، والاستفادة منها في تصحيح المسيرة والتخطيط للمستقبل.
- الاستفادة من حياة العظماء والقدوات، ومحاولة التأسي بها فهم السنن الربانية.
- إخراج الكنوز التاريخ والاستفادة منها، استفادة متنوعة ومتعددة كما ذكر:-
أ. الاستفادة الإعلامية.
ب. الاستفادة في تحريك الشعوب لتحقيق الأهداف العليا.
- زيادة الوعي.
- قضاء الوقت في قراءة المفيد.
▪المطلب الخامس:- القراءة بنية الاستفادة والتغيير.
شرح فيه كيف أن قراءة تاريخ معين لأمة أو لزمن معين أو حتى لعظماء معينين يجعل الكاتب يخرج بعظات وعبر تفيدة في سير حياته.
((ينبغي التذكير بأن القراءة لابد أن تكون بنية الاستفادة و التغيير؛ فهذا من أهم ما يُقرأ التاريخ من أجله)).
2- المباحث:-
-المبحث الأول:- مصادر التاريخ الرئيسية :-
ذكر فيها المصادر الصحيحة التي ننهل منها تاريخنا الإسلامي؛ حفاظاً عليه مما يشوهه أو يضفي عليه مما يشوهه أو يضفي شيء لم يحدث يوماً ما.
١-القرآن العظيم:-
وهو أصح كتاب في تاريخ البشرية، وأعظم نص بين يدي البرية، وهو الذي حوى أحداثاً تاريخية جليلة بأقسامها الثلاثة: التاريخ الماضي، والحاضر والمستقبل.
قال تعالى(( تللك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا)).
٢-السنة النبوية المطهرة:-
إن للسنة المطهرة والسيرة المشرفة أهمية عظيمة في التاريخ الإسلامي.
وقد ورد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشريفة وسيرته المنيفة قدر عظيم من التاريخ الإسلامي بأقسامه الثلاث: الماضي والحاضر والمستقبل.
صحيحي البخاري ومسلم كل ما فيهما صحيح، ومن كتب السيرة كتابي:
- سيرة ابن هشام.
- كتاب ابن قيم الجوزية((زاد المعاد في هدي خير العباد)).
3-كتب التاريخ الموثوقة ومن أمثلتها:-
- كتاب الأمام الذهبي((تاريخ الإسلام)).
- الحافظ ابن كثير((البداية والنهاية)).
- الإمام ابن الأثير الجرزي ((الكامل في التاريخ)).
٤- بعض كتب الجغرافيا:- ومن أحسن الكتب التي عنيت بذلك كتاب ياقوت الحموي((معجم البلدان)).
٥. كتب الرحلات ومن أمثلتها:-
- رحلة ابن بطوطة.
- رحلة ابن جبير الأندلسي.
- رحلة الورثيلاني الجزائري.
- رحلة خير الدين الزركلي((ما رأيت وما سمعت)).
- رحلة شكيب أرسلان. ((الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف)).
- رحلة رشيد رضا إلي مكة المكرمة.
6- بعض كتب الأدب، ومن أمثلتها:-
- كتاب المقري التلمساني(( نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، وذكر حال وزيرها لسان الدين ابن الخطيب)).
7- كتب المذكرات أو الذكريات:-
وهذه كتب مهمة لكن المسلمين لو يعرفوا هذا النوع من التأليف_ على الوجه المعروف من الذكريات_ إلا في القرن الماضي والذي قبله: الثالث عشر والرابع عشر الهجريين/التاسع عشر والعشرين الميلاديين, لكن ورد ما يمكن عدة قسماً من الذكريات في كتب الرحلات آنفة الذكر.
وقد كثر التصنيف لهذه الكتب في النصف الأخر من القرن الماضي وفي هذا القرن, ومن الذكريات المهمة:
- ذكريات الشيخ علي الطنطاوي.
- ذكريات الاستاذ الإمام حسن البنا((مذكرات الدعوة والداعية)).
- ذكريات محمد كرد علي.
كتب اليوميات:-
قريب من كتب الذكريات كتب اليوميات، وهي التي كتبها أصحابها ليؤرخوا أحداثاً معينة أو عامة يوماً بيوم، وفيها تفاصيل ودقائق أكثر من كتب الذكريات.
من أمثلته كتاب للمؤخر المصري الجبرتي (( مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس)).
٨- الرسائل الشخصية:-
كثر في القرن الماضي والذي قبله الرسائل المتبادلة بين العلماء والأدباء والمؤرخين وذلك؛ لأن البريد أصبح أسهل وأسرع من ذي قبل؛ وتلك الرسائل لها أهمية بالغة لاحتوائها على تفصيلات ودقائق قد لاتوجد في أي مكان آخر، من أمثلتها:-
- الرسائل المتبادلة بين الاستاذ محمد بهجت البيطار والشيخ جمال الدين القاسمي.
- الرسائل المتبادلة بين المهتدية الأمريكية مريم جميلة والشيخ أبي الأعلى المودوي رحمة الله.
وقد توجد مواد تاريخية في مصادر أخرى مثل الأثبات، البرامج، المعاجم.
٩- الوثائق الحكومية :-
هي وثائق تم حفظها من قبل الحكومات الاستعمارية في القرن الماضي والذي قبله, معنية بالعلاقات بين الدول والأحداث التي جرت في البلاد التي احتلتها.
- من أشهر تلك الوثائق الوثائق البريطانية.
١٠- الوصايا:-
هي وصايا أشخاص عظماء أو أصحاب مراكز مهمة قبل موتهم أثروا في أحداث التاريخ.
١١-المشافهات:-
أخذ الأحداث المهمة من أشخاص عاصروها، ولم تكتب تلك الأحداث على وجهها، أو كتبت على وجه مخالف لحقيقتها أو ينقصها التفصيلات والدقائق المهمة. لتكون تلك المشافهة موثوقة و تصلح للاستشهاد يجب أن تندرج تحت هذه الشروط:-
١.أن يكون المشافه عدلاً في سيرته ضابط في أقواله، لم يصبه خرف، أو خلط كثير أو نسيان شديد مؤثر على سياق الخير.
٢.ألا يأتي بأخبار ضخمة لم يسمع بها أحد من قبل.
٣.أن يكون عاصر الحدث وشاهده بنفسه، أو نقله بالسند الصحيح الموثق إلى غيره من الثقات.
- المبحث الثاني :- خصائص التاريخ الإسلامي وهي:-
١. تاريخ موصول بالرسل والأنبياء.
٢.تاريخ منضبط ودقيق.
٣.تاريخ مليء بالتفاصيل المهمة الرائعة.
٤.تاريخ مليء بالحيوية والتجدد.
٥.تاريخ يحمل البشرية لمستقبلنا.
- المبحث الثالث:-كيفية قراءة التاريخ.
١- القراءة الشاملة:-
هي التي تنظر إلى التاريخ من منظار واسع، بعكس القراءة الجزئية التي تنتج آراء وأفكار خاطئة.
٢- معرفة كيفية تنزيل الوقائع التاريخية على الأحداث الحالية، وله ضوابط:
أ- معرفة الفارق بين الزمان الماضي والحاضر.
ب- الحذر من المبالغات.
ج- الحذر من الأخطاء التاريخية.
٣- عدم تجميل التاريخ.
٤- عدم تقبيح التاريخ.
٥- القراءة المركزة أولاً.
٦- فهم الفارق بين مناهج المؤرخين القدامى والمحدثين، وأهم تلك الفروق:-
أ- الأسلوب:- القدامى كانوا يكتبون التاريخ مع مزجة بمشاعرهم الحزينة والمفرحة، بعكس المحدثون يكتبون بأسلوب علمي مجرد من العواطف.
ب- السرد:- القدامى يسردون المادة التاريخية مع خلطها بغيرها، كذكر سيرة الأشخاص والأبيات الشعرية و الاستطرادات، أما المحدثين يركزون على ما يريدون ذكره فقط.
ج- النقد:- القدامى لا ينتقدون الأخبار المورودة ، في حين المحدثين يسلطون الضوء على النقد، متجنبين ذكر الأساطير والمرويات شديدة الضعف، ويكون نقدهم تحت ضوابط شرعية تحكمه.
7- البعد عن المزالق التاريخية:-
هي مزالق تاريخية حدثت في زمن ما والأفضل تجنبها وعدم ذكرها.
٨- الاطلاع على كتب التاريخ الحديث:-
التاريخ الحديث كثير الأحداث والوقائع؛ وهناك حقائق على القارئ حول التاريخ المعاصر معرفتها:-
1-أحداث التاريخ الحديث مفرقة في عدة كتب.
2- بعض الأحداث دونت خطأ.
3- بعض الأحداث لم تدون.
4-هناك أحداث أتلف المحتلون كل كتاب يحتويها عدا كتبهم، أو تفردوا بكتابتها؛ لتظهر بغير ما كانت عليه.
5-هناك أحداث حدثت في دول إسلامية بعيدة جغرافياً عن دول المركز؛ لذا أهمل تدوين ما وقع فيها، أو دون وفقد، وقد يكون موجود لا يُعلم مكانه.
هناك كتب تاريخية حديثة مقربة للتاريخ المعاصر، من أهمها:-
- كتابات الأستاذ محمد ياسين.
- كتاب الأستاذ أنور الجندي ((معالم تاريخ الأسلام المعاصر)).
- كتاب لوثروب ستودارد((حاضر العالم الإسلامي)).
- كتابات الأستاذ أحمد شلبي في التاريخ الحديث.
- كتاب الأستاذ يوسف القرضاوي ((الحلول المستوردة وكيف جنت على أمتنا)).
- بعض كتابات الأستاذ عماد الدين خليل.
- بعض كتابات الأستاذ علي الصلابي خاصة كتابة عن السنوسية.
٩- فهم بعض المصطلحات والتعبيرات التاريخية المهمة:-
هي مصطلحات ذكرت في كلا التاريخين الحديث والقديم.
1- نظام الالتزام:- نظام وضع لتحصيل خراج الأرض والضرائب المتعددة من الناس.
2- العصور المظلمة:- هي العصور التي عاشتها الدول الأوربية تحت مظلمة الجهل والتخلف، في حين أن العصور مسلمين كانت في أوج وأرقى عصورها، وهو عصر بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
3- عصر التنوير:- هو عصر حدوث الثورات في الدول الأوربية لإبادة عصور الظلام، وهو مصطلح يطلق عليهم دون المسلمين.
مجموعة مصطلحات حديثة نسبياً تتعلق بطرائق الحكم:- مثل الليبرالية، الرأسمالية…
١٠- الحذر من كتابات أكثر المستشرقين ومن تابعهم من المسلمين:-
وهم الغربيون الذين قاموا بدراسة التاريخ الإسلامي بنية غزوة وتدمير قوته ونهب ثروته، في حقبة زمنية استلم فيها الغربيون الراية؛ نتيجة الثروات التي قاموا بها في أواخر القرن التاسع الميلادي، في حين اتسم فيها العالم الإسلامي بالانحطاط والتدهور، وبدأت تلك السمات فيه منذ بداية القرن الحادي عشر الميلادي/السابع عشر الميلادي. نهج بعض المؤرخين المسلمين المعاصرين نهج أولئك؛ لذا وجب الحذر منهم، ومن أمثلتهم الدكتور محمد حسن هيكل في كتابه((حياة محمد صلى الله عليه وسلم)).
١١- إحسان التعامل مع تاريخ آخر الزمان:-
هي أحداث وعلامات آخر الزمان واقتراب الساعة التي أسيء فهمها أو أسيء تنزيلها على الواقع؛ تركت تلك الأحداث في النفوس آثار أدت إلى أمور مدمرة:-
1- الاتكال على هذه الأخبار وترك العمل.
2- إهمالها بالكلية.
3- إساءة فهمها.
١٢- السيطرة على المشاعر التي تنتاب قارئ التاريخ:-
عند قراءة التاريخ قد تنتاب القارئ مشاعر متنوعة وهو أمر طبيعي من جملة طبائع البشر و يجب عليه ضبط تلك المشاعر وتجنبها تفادياً للآتي:
- في حال طغيان السرور عليه؛ قد يؤدي به إلى قلة التبصر أو عدمه في العبر والعظات.
- في حال طغيان الحزن عليه؛ قد يودي به إلى العزوف عن العمل؛ نتيجة ربطه لما يدور حالياً وما يقرأ، وعليه أن يعلم أن هذا الأمر طبيعي متداول كما يكون لك يوم لابد أن يكون عليك يوم، ولا يعني ذلك ألا يحزن مطلقاً، لكن لا يكون مداعة له لليأس والقنوط.
تلخيص قارئة اليقظة اليقظة: ساهرة خالد.
للمزيد: https://t.me/Almnhjih/2459
إرسال تعليق