كيف تكتب مقالًا؟!
تَختَلِف أغراض الكِتابة باختلافِ المُسوغ والغَاية الدَّاعِية لها، هُناك الكِتابة العلمية، الموضوعية، الفَنّية، سياسية، والكِتَابة الوظيفية وغيرها...
أمَّا عن المَقـال يمكننا تعريفه بأنَّهُ قطعة نصّية تتمحور حول فِكرة مُعينة، تحوي معلومات، وتتطرق لقضايا، وتُناقش أفكارًا وآراء تُساعد القارئ لاستلهام المعارف الهادِفة لتعلم ومعرفة شيء ما، فالمقال يُقدم قيمة معرفية وعلمية وتعليمية.
مُكونات المَقال:
1- عُنوان ومقدمة المَقـال:
لا بُدّ أن يكون العنوان المُختار للمقال واضح، ومُهدَّف ويصف المُحتوى المعروض، وينبغي أن يكون جاذِبًا؛ لأنه العامل الرئيس في الانطباع الأول لدى القارئ، وللمُقدمة أيضًا دور كبير في قرارِ القارئ بإكمالِ القراءة من عدمها، فينبغي أن تكون المُقدمة قوية وتعمل على شدِّ انتباه القارئ وجذبه، وأن تلخص الفِكرة الّتي يدور حولها المقال.
2- مُحتوى المقال :
وهذا يُعدّ الأساس والعماد الّذي يقوم عليه المقال؛ لأنه يحوي الفكرة الأساسية للمقال، والتي بسببها يقرر القارئ الأخذ به أو تركه والبحث عن آخر إذا لم يجد في طياته غاية بحثة، ومبلغ مطلبه، فينبغي أن يتضمن فقرات متسلسة بشكلٍ منطقي وممنهج، وأدلة داعمة _إن لزم وضعها_ مع مصادرها.
3- الخَاتِمـة:
تكمن أهمية الخاتمة في المقال كونها الجامع المُختصر والمُلخص السّريع لكلِّ ما ورد في مقدمة المقال وعرضه، أيضًا بإمكان الكاتب أن يُضيف عناصر إضافية وإرشادية وأن يوجه القارئ لمقالٍ آخر يُفيده.
الخطوات الـ 7 لكِتابة المقال.
1- تحديد الفِكرة والهَدف:
التفكير في الكثير من المواضيع دفعة واحدة يجعلك تتوه عن أصل الفكرة المُرادة والغاية، ويدخلك في دوامة من الأفكار الغير مترابطة والغير متصلة ببعضها البعض؛ قم بتحديد فكرة وهدف مُحدد وواضح ليكون النّور الّذي تهتدي إليه أثناء كتابتك.
(اكتب العنوان قبل البدء ليسهل عليك الأمر)
ضع خطتك في تحديد الحد الأعلى لكلماتك وحجم المقال؛ فلا تحشوه بإفراطٍ وتكرار، ولا تختصره بشكلٍ مبالغ فيه، وليس عليك إلا أن تضع تصورًا كاملًا لحجم المقال بما يخدم ويعزز فكرتك، وتنبّه لنوع المقالات الّتي تحتاج الكثير من التفاصيل، من الأخرى التي لا يلزمها إلا عرض الأفكار العامة.
2- تحديد الجُمل المفتاحية:
من طبيعة المقال أن يحوي عدة فقرات، فلا بُد من تحديد الجمل المفتاحية التي تستعرضها في موضوعك وتكون محور المقال، والجمل المفتاحية هي الجمل التي تعبر عن فكرة المقال وغالبًا ما تكون موجودة في عنوان ووصف المقال وتتكرر في محتواه أيضًا، وقم بتحديد الكلمات بذكاء في مقالتك.
3- العمل على توزيع الأفكار :
في هذهِ المرحلة يتوجب على الكاتب الانتباه لتسلسل وعرض الأفكار في مقاله، وعلى إثر ذلك يُحدد ماهية الموضوع وعناوينه وفروعه، وجوانب المقال، وأن يكون ذلك بشكل منظم ومرتب، وجعل الأفكار متراصة على هيئة نقاطٍ يسهل على القارئ متابعتها والوصول إليها.
4- البحث :
مهما كنت مُلمًّا في الموضوع الذي تكتب عنه فحتى تكون كاتبًا جيدًا لا بد من أن تكون قارئًا جيدًا، اقرأ الكثير من المقالات الّتي تدعم موضوعك، وأبحث في شبكة الإنترنت وتحرّى المصادر الموثوقة خاصةً في المقالات المهمة كالطب والعلم.
5- التَّأكد من التناسب بين الأفكار والمحتوى:
عملية الكتابة بحدّ ذاتها لا تأتي على مرحلة واحدة؛ لكنّها تحوي مراحل عِدة، وغالبًا النسخة الأولى من المقال تكون غير جيدة، وتأتي بمثابةِ عصف ذهني دون ترتيب وتنظيم؛ فأجعل المقال في بدئه يُكتب بشكل مبدئي، ولا تعدل عليه؛ حتّى تكون النّسخة الأخيرة أكثر دقة وتناسبًا في عرض الأفكار المطروحة، فهذهِ العملية مهمة جدًا في البناء الكلي للمقال بشكلٍ يضمن لك مقالًا مُنظّمًا.
6- التَّعديل على المَقال:
بعد أن تُتمّ خطوة الكتابة بشكل تلقائي للفكرة، انتقل لخطوة التَّعديل؛ سيكون الأساس لديك واضحًا، فقط كل ماعليك هو ترتيبه وتنظيمه في قالبٍ جميلٍ وجذابٍ ومُرتّب، في هذهِ الخطوة اعتمد التّالي: حذف الجمل الغير مهمة، وأضف ما تراه مُهمًا، أعد صياغة الجمل بشكلٍ يسير، واستبدل الجمل الصعبة الغير مفهومة بأخرى أسهل وأقصر، احرص على جودة الموضوع، وأعد ترتيب الفقرات لتجعلها أكثر ترابطًا وتسلسلًا، أضف فيديوهات وصور حتى تعزز من محتوى مقالتك، أيضًا مصادر مرتبطة بالموضوع، وأخيرًا مراجعة المقال والتأكد من سلامته اللغوية والإملائية.
7- المُراجعة النِّهائيـة:
الغرض من هذهِ الخطوة هو المراجعة بشكلٍ عام لمحتوى المقال المُقدم، وإزالة الأخطاء _إن وجدت_ وقراءة المقال كما سيراه القارئ.
أخيرًا : أحرص دائمًا على كتابة مواضيع مُهمة ومُلهمة، تعود عليك وعلى غيرك بالنَّفع، تحرّى الدِّقة من المصادر الّتي تعتمدها؛ لأنك مسؤول عن تقديم مادة معرفية سليمة، ولا تنسخ جهد أحد، بل اجعل لنفسك طابعًا متميزًا ومتفردًا، وأقرأ كثيرًا لأن القراءة تُكسبك حصيلة لغوية وكمًا واسعًا من المعلومات والمعارف الّتي تفيدك ككاتب.
#س_م
إرسال تعليق