فلسفة الفضيلة! “حديث عابر“
قسم أرسطو -تلميذ أفلاطون- وتبعه بذلك الفيلسوف المسلم ابن مسكويه -شيخ الإمام الغزالي- أو ما يُعرف بـ "الفيلسوف الأخلاقي، أو الفيلسوف العظيم"
أن الفضيلة تقسم إلى قسمين:-
- الفضيلة العقلية كالعلم والفنّ والتدبير والحكمة والفطانة والفهم والفلسفة.
- الفضيلة الأخلاقية كالعفة والشجاعة والعدالة.
وعرفوا الفضيلة بأنها قدرة الأخلاق على ارتباط كل الأفعال والانفعالات بالاختيار دون إكراه أو إجبار. وذكروا أن الفضل لا يكون واجبًا على أحد؛ إنما هو ما يتفضل به من غير سببٍ يوجبه. بمعنى أنها هيئة نفسية تصدر عنها الفضائل بطواعية ويُسر.
أو كما يقول ابن تيمية: أن الفضيلة تدل عليها كل أعمال الخير والبر والمعروف والحسنة والخلق الحسن الذي يكون عادةً للنفس. والفضيلة الحقيقة لدى الناس هي الحِكمة كما يقول أرسطو وفي تعريف الحكمة يقول ابن القيم:" فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي"ويكفينا عن هذا كله قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم:إنما بُعثتُ لأُتمّمَ مكارم الأخلاق"
ولما سُئلتْ عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "كان خلقه القرآن" فيا لله ما أعظمها إجابة شافية كافية، وما أبلغه من بيان!
أي أن النبي صلى الله عليه وسلم بذاته وشخصه كان تجسيدًا واقعيًا وتطبيقًا عمليًا للقرآن الكريم في حياته كلها فهو المثل الأعلى والقدوة الحسنة لكل مكارم الأخلاق، كيف لا وقد وصف الله أخلاقه بالعظمة! وفي هذا تبيين على أن القرآن العظيم وسيرة النبي الكريم مصدر لكل الأخلاق الكريمة والفاضلة.
الفضيلة حامية الذمار، وبانية الأمم والحضارات، وبقدر ما نحمل من الفضيلة؛ بقدر ما نكون عليه من الشأن والمكانة!
—-
| صلاح الكحيلي
إرسال تعليق