U3F1ZWV6ZTE4OTE5ODMyNDAxMDQ5X0ZyZWUxMTkzNjI2NjI5MjY0OQ==

قـبلةٌ متفلتةٌ|سُـها جَمـال

 

قُبْـلَةٌ هَـارِبَــةٌ!


اقْتَرَبَتْ مِنّي، وكَانت تُشيرُ بِيَدها لأُخْفِض نَفسِي لَها، فَفعَلْتُ دُون تَردُّدٍ، لِأُفجَع بِقُبلةٍ طُبِعتْ علَى خَدِّي، ولَّتْ صَاحِبتها الصّغيرة علَى إثْرها هَارِبَة، وكَأنّه لم يَكُن هُناك سَطوة لِحُضُورها، وقْتها تَحسَّستُ نَقْش بَراءتها، وعُدتُ لِلوراءِ هُنْيهات مِن الزّمنِ؛ أتَحسَّسُ بِها نَقْشَ تِلك البَراءة دَاخِل رُوحِي، وقَفتُ مَشدُوهة المَشَاعر، وعَديد التّساؤلات تَسْبر وتَغور فِي دَاخِلي؛ كَشَرخٍ لا يُرأم! 

فعُدتُ للوراء وكُلّي تَساؤلات تَعصفُ ذَاكِرتِي! 

كَيف أمْكنَني التَّنَصّل مِنها؟! 

كَيف لسَطوةِ الكِبر أنْ تَنزعَ بِثقل مُرُورها مَلامِح طُفُولَتِي؟! 

كَيف نَسيتُ ذَاكَ الطُّفل الصَّغير القَابع فِي دَاخِلي؟! 

مَا زِلتَ أسْمعُ صَوتَ ضَحكاته تَعُجُّ بِي، حتّى صَوت صُراخه؛ أسْمعه جَيّدّا!

فكَما لو أنّه يُفتّت ذَرات قَلْبِي ويُصيٍّرها إلَى أشْلاء تَناثرت حَولي هُنا وهُناك تَمامًا كتِلك الدُّمى المَركونة دَاخِلي! 

ألعَابٌ كَثيرة غَزت فِناء رُوحِي! 

ومَا زِلتُ هُناك أُحاول حَلّ أُحجيّة لُعبة التّركيب!

قِطعة 

        إثْر 

             قِطعة! 


وفَجأة! 

سَقطتْ قِطع التّركيب مِن بَين يَدي وتَبعثرت حَولِي؛ وعلَى إثْر ذَلك السّقوط الطّفولي انْتَشلتنِي قِطعة كُتِب علَى بَراءتها:  

أنّ الطُّفولة أصْدقُ مُلكٍ كُنّا نَمْلكه!

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة