الفردانية بين الجنة والنار | إكرام الزبيري
مشروع يقظة فكر
حيثُ وأن الفردانيّة مضربَ مثل القرن العشرين، وفحوى كل لسانِ حال ومَقالُ كلِّ من قال، فإنّا نقولُ أن للفردانية مسارينِ اثنينِ لا ثالثَ لهما، مسارُها طويل ولكنها لا بُد أن تصل لِمُفترق طريق، إما الجنّةِ أو النار، فردانية الوصول للجنّة لها فروعٌ وسُبل ومسارات ولها إيجابيات وسلبيات ولرفع غطاء الجهل عن ذلك نمحورها تحت عنواننا الآتي في قسمه الأول:
فردانية لها وجهٌ آخر أصح: وهذه الفردانية تكون في تكوين فرد إيماني، بها وجه من الصحّة ولها آخر غير كذلك، وذلك في أن الأمر بجانب اجتهاد المرء في التديّن والاجتهاد لترسيخ مبادئ الإسلام الحنيف فهو يحتكره لفردانيته دون إزالة حاجز الأنانية لذاته وحده، هُنا سبيلهُ خير ولكنه مُحتكر لكينونته دون سواه ، فماذا لو كانت فردانيته متجهةٌ ومتحولة إلى الرسالية، فما فقه أشاد وأفاد وأوجز وأنجز، فابتعد عمّن يُقال عنه شيطان أخرس.
هذا نوعٌ بهِ وجهُ خيرٍ وإن كان فيه فردانية، وهنالك فردانية طريقها يخالف طريق الأولى، فالأول طريقه في محور الانتقال من الفردانية للرسالية إشكالات وعقبات خلاف المحتكر لذاته ما فقه لكن رغم ذلك هنالك في طريقه بعض العقبات اللسانية وغيرها، وهنالك سبيل الفردانية المُتغربة، غربيةٌ بحتة تُنسخ من أفعالهم لتُصمم بطريقة جذابة وتُزيّن على طبقٍ لامع وتُقدم للشرقيي، فيأتي بعض الشرقيون باتباع كلماتٍ مُتبرجة تسلب منه ما جُبل عليه رويدًا رويدًا، فيدعوا الداعي فيهم أن تكون جماعة لا فردًا حتى تلتحم الأباطيل الكُفرانية بعقليةٍ شرقيةٍ تغرّبت، فيبدأ الجمع بالتفرد بمفاهيم تدعوا للتحرر وللمساواة وخلق كيان ما كان عليه أن يكون كذلك!
تتم الفردانية الغربية الشرقية بالترسّخ في عقول القلّة حتى تتجذر وتتشعب في دواخلهم، فيدعوا القلّة غيرهم لمنهجهم المتغرّب وهكذا دواليك، تسلب الحريّة الجائزة من الدين الحنيف، لتوقعهم في شباكٍ مكتوبٌ عليها هنا الحرية، هنا تأتي فردانية النار .
إرسال تعليق