U3F1ZWV6ZTE4OTE5ODMyNDAxMDQ5X0ZyZWUxMTkzNjI2NjI5MjY0OQ==

الإيجابية خيار واستثمار | د.جاسم السلطان

 



الحياة فيها السالب والموجب، فيها ما يسر وما يحزن تلك طبيعتها. بعض الأحيان تأتينا المكاسب، وبعض الأحيان تأتينا الخسائر، وبعض الأحيان نصاب بانكسار يتلوه نجاح فننسى الأول بالآخر …

الإيجابية ليست حالة مثالية من عدم الاحساس بالألم، ولكنها اختيار عاقل ينظر لطبيعة الحياة أنها متقلبة فينتظر يسرين مقابل العسر …

عندما تأتي تلك اللحظات السعيدة يقوم من رزق الإيجابية باستثمارها باعتبارها منحة يراكم فيها من رصيد النفع والمحبة. فزيارة من صديق منقطع منذ زمن هي فرصة لشحن بطارية الود ورصيد الذكريات، ولكن الروح السالبة تحولها لتلاوم وعتاب طويل فتضيع اللحظة…

أمثال تلك اللحظات السعيدة التي تعطينا إياها الحياة تحتاج منا إلى تفكر وحسن إدارة خاصة في هندسة العلاقات البشرية، فسعادتنا مرهونة بنوعية علاقتنا بالغير بسبب كينونتنا الاجتماعية التي تتأثر وتؤثر بطبيعة تلك العلاقات. اللوم والعتاب الخفيف محبة، ولكن حين يصبح طابعًا للعلاقة يفر الأبناء من آباءهم والأزواج من بعضهم والأصدقاء من أحبابهم، فرب شخص منقطع زارك ليفتح صفحة جديدة فلا تدعه يأسف على فتحها. حين تكون إيجابيًا بوعي تستثمر الزمن وتفتح الأفق لوقت سعيد آخر، وتشجع غيرك على تكرار السلوك الحسن .

الخلاصة : هندسة العلاقات الإنسانية فن. يتقن الإيجابيون استثمار الأوقات لتنميتها لأنهم يعون أن الحياة دومًا في تقلب، وأنهم يحسنون لأنفسهم وينمون مشاعر غيرهم وسلوكه الإيجابي بحسن إدارة لحظات الود.



جميع الحقوق محفوظة لموقع د.جاسم السلطان

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة