( نَفر أنت كيف ) ( أنا أحبه أنت! ).
لم نسلم من فساد العامية والعرنجية حتى جاءت لنا (العربجية) وهي خليطٌ من كلمات عربية، وأساليب باكستانية، وهندية، وبنجالية، وغيرها من الأجناس والأعراق، فكل وافد يحرّف لغتنا على الوجه الذي يريد، وبالطريقة التي يعرف، كلمات مكسرة، وأساليب نكرة، وليس ذلك فحسب بل صار يزعل الناطقون بها إلم تفهم قولهم وكلامهم، لتسمعه يقول “نفر مخ مافي“ أنا كلام أنت ليش مافي أفهم“ “أنت مرة مشكلة“ ليصيرك أنت الغبي، وهو الحاذق الماهر، وما ذلك إلا لتساهلنا معهم، ولعدم إنكارنا لهم، ولعدم إدراكنا أثر هذا التنازل عن حق أمتنا وأجيالنا، في مسخ الهوية.وقد كنا نخشى فيما مضى، من اشتهار اللهجات العامية على حساب الفصحى، وكذا خِفنا من العرنجية (خليط بين الإنجليزية والعربية) صرنا اليوم أمام مشكلة أكبر ولا تقل خطورة عنها إلم تفُقها، إنها فعلًا لغة جديدة لا هي عربية ولا هندية، ولا بنجالية، ولا باكستانية، لغة ليس لها أساليب العرب ولا تصاريفهم، لغة جديدة أخشى أن تفرض نفسها -وقد فعلت- فبدل أن يَصعد الهندي ومن مثله من الوافدين إلى اللغة العربية السليمة والفصيحة، أو عاميتنا حتى، صار علينا أن ننزل لمستوى فهمهم، ونتحدث بهذه اللغة المكسرة القبيحة، وهذا يتطلب من الجميع التنبه له، وإلا لن نجد لغتنا بعد قرنٍ من الزمان، فالعمالة الوافدة للمنطقة العربية في ازدياد، وتساهل الناس معهم صار مخيفًا وقبيحًا!
واليوم انتقل الأمر إلى مثلما تسمعون (أغنية عربجية انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي بلحنٍ مكسر) مع اعتذاري لكم لهذا التشوه السمعي، من ألحانهم المكسرة، والبصري من اللغة المكتوبة، وهذا أخطر مافي الأمر؛ أن تغزو هذه اللغة القبيحة وسائل التواصل، ويتأقلم الناس معها بداية من باب “كل غريبٍ عجيب“ وكذا من باب “لكل جديدٍ لذة“ ومن ثم نجد لها أشعارًا وقصائدا وأغاني وتصبح لغة مقبولة في الناس، ومرضيٌ عنها.
حقيقة لا أدري كيف للحكومات العربية لاسيما تلك التي يكثر فيها العمالة الوافدة الناطقة بهذه اللغة القبيحة، كيف لم تمنع مثل هكذا أمر، وقد علمت أن هذا تهديد لموروثها الثقافي، وأمنها القومي وهويتها؟ إن التساهل في مسألة خطيرة كهذه يعد تفلتًا صارخًا في هوية العربي.
يلزم على أبناء هذه الأمة العظيمة، الحفاظ على لغتهم العربية وتقديسها لأن تقديسها في الأصل تقديسٌ للقرآن الذي نزل بها، ولرسولنا العربي الذي نطق بها، هي مسؤولية مجتمعية تبدأ من الحكومات وتنتهي بالفرد، وإذا غاب دور المسؤولين فلا يجب أن يغيب دورنا باعتبارنا أهل هذه اللغة، وضررها سيكتوي بناره الجميع؛ والحل أن تشمخ بلغتك فيَصعد الوافد إلى مستواك، وليتعلمها حتى يجيدها، فلا تنزل أبدًا إلى عربجيته، وحاول جاهدًا أن ترفعه، أو فليبقَ حيث أراد!
#ص_ع
إرسال تعليق