قال: إطعام جائع خيرٌ من بناء ألف جامع“ ويظن أنه قد بلغ منتهى القول، ما عرف أنه بذلك قد أبدا عوره وقلة علمه، وفتح على نفسه باب التناقضات.
إن إطعام جائع يعني إطعام فرد، وبناء جامع على التقوى يعني بناء أمة يرفأ تحت ظلها كل العالم، والأفضل من ذلك الجمع في العملين فلا تنافٍ بينهما ولا تصادم، وقد يقدم هذا أو ذاك، وذلك على مقدار حاجة الناس إلى كل واحدٍ منهما.
ثم إننا لنتسائل كيف سنفهم هذا الكلام أي (فضل إطعام الجائع)؟! إلم يكن هناك جامع؟! ((لمسجدٍ أسس على التقوى..)) فكان هذا المسجد من أوليات أعماله (عليه الصلاة والسلام) فتشرفت به هذه الأرض فكان دار علمٍ، وبناء، ونصح، وتوجيه، وإرشاد، ومنه انطلقت الفتوحات لمشارق الأرض ومغاربها، وفيه تعلم الناس أمور دينهم ودنياهم، ومنهم وصلتنا علوم الشريعة والحياة ومجالاتها، بل إن من الجامع نفسه خرجت لنا هذه المقولة!
وأنه وإن كان قد أْبطء أثر المسجد، وأُضعفت مكانته، بسبب تجبر الظالمين، وتسلط الفاسدين، فهذا لا يدعونا إلى محاربته والتقليل من أهميته -فهذا اعتداء على الله ودينه- وإنما ليكن واجبنا التوقف عن تشطينه فورًا، والوقوف في وجه السلطات المُحاربة لرسالته ليعود لمكانته وأداء رسالته، ومنكم نطلب المساندة، وحسن الدعم.
- وإننا لنقول (إطعام جائع خيرٌ من ألف ملعب ونادي).
إرسال تعليق