-
الثلاثاء 1رمضان 1442هـ
وكأنما رائحة الصيام تستحوذك عِطرها، فتظل تستنشقها بقوة ، متناسياً تلك الأحترازات الصحية الذي ظلت بغِمتها تلك الجائحة ؛ فتأبى النفس إلا أن تتّبع تلك الرائحة الذي تسوقك هناك في تلك الصوامع الذي هُجرت قسراً ، فتتوق نفسك للمس أبوابها، نوافذها، أرضيتها التي طالما سجد الوجه عليها، بالرغم من هذا الذي نسمعه ونرأه في تلك البلدان المسلمة التي حُرمت من استنشاق رائحة المساجد الممزوجة بصلوات الفروض والتراويح ؛ وتلك الزفرات الباكية لحرمانها، نسجد نحن اليمنيون شكرًا لله، أن لم نُحرم برغم ما تمر به البلد من حرب طاحنة ، وفي تفشي شائعات مؤكدة في انتشار ذلك الوباء في الأرجاء…
وبين هذا وذاك تعشق في ذلك الضيف الكريم بهجة الحياة الذي تتدفق في كل يوم يمر به ، وذاك الصادق المصدوق حبيبي وسيدي المصطفى صلى الله عليه وسلم يبشر و يهنئ أصحابه ليتأهبوا لذلك الضيف الذي يجي محملاً بالرحمات والمغفرات وتكفير الذنوب والعتق من النيران ، فقال لهم بأبي هو وأمي :
(أتاكم رمضان شهر مبارك،
فرض الله عز وجل عليكم صيامه ،
تفتح فيه أبواب السماء ،
وتغلق فيه فيه أبواب الجحيم،
وتغل فيه مردة الشياطين ،
لله فيه ليلة خير من ألف شهر ،
من حرم خيرها فقد حرم).
فهل تغشتك يامن قراءت رسالتي تلك النفحات في هذا اليوم ، هل ما نزال نوسوس لأنفسنا أننا ممسوسين، وأن الشر الذي يسيرنا نحو الذنوب والمعاصي هو فعل الشياطين ، فأسمع معي وعيّ جيداً قول حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ليرفع عنك عذرك قائلاً بأبي هو وأمي :
«إذا جاء رمضانُ فُتحت أبوابُ الجنة، وغُلِّقت أبوابُ النار، وصُفِّدتِ الشياطينُ» رواه مسلم.
استيقظ أيها الغافل بالرغم من واقعك الأليم، استيقظ وكن يقظاً وعيّ أنك قد تُحرم تلك النفحات ، أقبل لا يصرفنك عنه همك ، غمك ، مرضك ، خوفك ، كثرت معاصيك وذنوبك، أحملها كلها الأن وتقدم إليه بقلبك ليغسله برحمته ...
وهاهو ضيفنا الكريم جاءنا وما يزال كورونا يحاصرنا، وتحز نفسك عندما تسمع بقفل بيوت الله ، ثم ما تفيق إلى توفيق الله لنا أن جُعلت بيوت المسلمين مجالس للعلم،
وما أجمل مجالس العلم في بيوت من حُرموا من بيوت الله أن يدخلوها، فلا يأسوا بل جعلوا بيوتهم منابر يتدارسون بها كتاب الله، فطوبى لهم ، هذة هي نفحاته شهرنا الفضيل ، فلا يعجزنك وحدتك ، غربتك، بل خذها متيقناً أجر صبرك ومثابرتك في الثبات على طاعته.
وفي ختام يومي الأول احمد الله وأشكر فضله علينا أن منّ علينا بلوغ شهر رمضان لهذة السنة، ونسأله العفو والعافية لنا ولأهلي وصحبي ولجميع المسلمين ، وتزاح الغمة على الأمة ويبلغنا الله جيل التمكين وينصرنا على من تسلطوا علينا، ويحق الحق بكلماته ويبطل عمل الطغاة المجرمين.
#يوميات_رمضانية
إرسال تعليق