كَأَيِّ رَصِيدٍ فِي حَيَاتِكَ تَخسَرُه
سَيفنَى بِكَ العُمرُ الَّذِي أَنتَ تَعمُرُه
فَمَسأَلَةُ الدُّنيَا: بُكَاءٌ وَشَهقَةٌ
وَبَينَهُمَا وَقتٌ يُنَادِيهِ آخِرُه
وَمَا أَعجَبَ الدُّنيَا ابتِدَاء وَمُنتَهَى
تُكَشِّفُ مَولُودًا، وَمَيتًا تُدَثِّرُه!
يَمرُّ عَلَينَا العُمرُ جَريًا كَأَنَّمَا
تُلَاحِقُهُ الْأَيَّامُ، وَالمَوتُ يُنذِرُه
فَمَن يَضمَنُ الدُّنيَا ويَأمَنُ حَالَهَا
إَذَا طَالَ عُمرُ المَرءِ أَو مَرَّ أَقصَرُه؟
عَلَى أَمَلٍ فِي مَا بَقَى مِن حَيَاتِنَا
إِلَيكَ أَعِد قَلبًا يَدُ الإِثمِ تَنحَرُه
عَصَينَاكَ نَدرِي أَنَّنَا فِي ذُنُوبِنَا
وَنَدرِي بِرَغمِ الذَّنبِ أَنَّكَ تَغفِرُه
أَتَينَا عَلَى العَشرِ الأُوَاخِرِ رَبَّنَا
أجِب دَعوَةَ المُضطَرِّ، مَن عَنكَ يُجبِرُه!
أ يَرحَلُ شَهرُ الصَّومِ؟ كَلًّا، وَإِنَّمَا
رَصِيدُكَ فِي الدُّنيَا مَضَى مِنهُ أَكثَرُه
سَيَأتِي، وَيَأتِي... مِثلَمَا مَرَّ بَينَنَا
سَيَشهَدُهُ جِيلٌ، وَجِيلٌ سَيَهجُرُه
وَإِنَّكَ بَينَ الْخَيرِ وَالشَّرِّ فَاتَّخِذ
طَرِيقًا، وَإِنَّ النَّفسَ فِي الشَّرِّ تنفِرُه
فَقَد يَعتَرِيكَ المَوتُ فِي أَيِّ لَحظَةٍ
فَكَم رَاحِلٍ تَحتَ التُّرَابِ نُغَادِرُه.
- الشامخ نايف
إرسال تعليق