U3F1ZWV6ZTE4OTE5ODMyNDAxMDQ5X0ZyZWUxMTkzNjI2NjI5MjY0OQ==

وعلى قلبك السلام| محمد جمال.

 السلام...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام ملأ السلام مني إليكم.



عزمتُ أن أحاول الطواف حول هذه الكلمة من كل جوانبها وكل ما تبعثُ فيَّ من أفكارٍ ومشاعر وأحداثٍ يضجُّ بها القلب، ويحاول الآن أن يكشف بعضها فترون معي ما لا يرى وتحتَونَ معي ما يُطَيِبُ القلب ويرويه ويجعله مزهراً، اللهم أنت السلام.


"إذا أراد أحدكم السلام فليقل السلام عليكم، إن الله هو السلام، فلا تبدؤوا قبل الله بشيء"* سمى الله نفسه السلام ولولا عظيم الاسم وعظيم معناه وقدرته لما كان اسما لله فاللهم أنت السلام ومنك السلام....

حين يعتصر الألم قلبك ويقبض على روحك فيمنعها التحليق ضع يدك على صدرك وردد اللهم أنت السلام وحين تضيق الدنيا عليك بما رحبت ردد اللهم أنت السلام... من للأوجاع يشفيها غير السلام ومن للجروح يبرئها غير الله ومن للمخاطر ينزع منا الخوف منها ويصبُّ الأمان علينا غير السلام ومن للأحزان يمحوها ويستبدلها فرحا غير الله ومن للبرد يطفئ لهيب قلبك الحارق ويكون بلسمًا غير السلام ومن للدفء يذهب صقيع الروح وبرد القلب ويكون سلاماً لا يحرق غير الله...


يا صديقي إن الله هو السلام منه تستمَدُ الطمأنينة ويحِلُّ الأمان وتتربع السكينة في زوايا القلب وصدر الروح... به ومنه نُجابِه الدنيا بما فيها لا نخاف شيئًا وكيف لنا أن نخاف والسلام (الله) بقلبنا، كلُّ المخاطر والمخاوف تندثر من قلوبنا إذا كان الله بها، كل مرض من أمراض القلوب يَهلك إذا كان السلام بقلبنا، تنبع الراحة من يسارك إذا كان الله فيه ويتحقق جميل القول ويصير واقعًا "وجنتي في صدري" إذا كان السلام هناك يا صديقي اسعَ نحو الله لتراه جهارًا بقلبك هو السلام... وتعال معي يا صديقي ننتقل إلى منزلةٍ أخرى لهذه الكلمة التي لا تحد ونطل من منفذٍ آخر عليها فنراها في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم."*


يعلنها الصادق الأمين يعلن أن كلمة السلام أول طريق المحبة وهي لافتة تدلك على طرق المعاملة مع الخلق من عرفت منهم ومن لم تعرف فتطرق على أبواب قلوبهم بيد المحبة فتلين القلوب وتنحسر المخاوف وتمتد ملامح الأمان بين القلوب جسرًا للود وجسرًا للقرب... تتبدد الوحشة كلما كررتها بينك وبين قلب آخر وترفرف رايات الأنس بين الأرواح المتلاقية لتزرع بذور المعرفة وإن كان البعد موجودًا... 


يا صاحبي حثَّ النبي على السلام فبدت هذه الكلمة كغصن شجرة جذعها أنت وأفرعها أربعة "يا أيها الناس أفشوا السلام بينكم وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام" * كلما نما فرع تآزر مع إخوانه ليوصلك للجنة فكلما أفشيت السلام أكثر نما الغصن الأبيض للسلام بقلبك وكلما أهديت الطمأنينة والأمان على طبق القلوب لمن تقابله بمفتاح البسمة كلما حثثت الخطى سريعا نحو جنة ربك، وإن لهذه الخطى بابًا يوصلك لها ومنه تحية السلام فتدخل جنة النقاء والصفاء بقلبك أولاً وتصدق وجهتك نحو ربك بقلبٍ سليم تالياً...


 إن السلام يا صاحبي تطهير من كل ما يعلق بالقلب ويشوبه فأكثره ليكون قلبك طاهرًا والقلب الطاهر تعلو منزلته وترتفع مرتبته وإن لم يكثر عمله.... بهذا نكون قد رأينا أن السلام أول طريق المحبة وآخره {وَقالَ لَهُم خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيكُم طِبتُم فَادخُلوها خالِدينَ}...


 يوم أراد الله أن تُبَلَّغَ خديجة محبة ربها لها وعظيم منزلتها أرسل لها سلامًا من لدنه، ومن أحبَّه الله أحبَّه جبريل فأقرأها جبريل أيضًا سلاماً، وكانت رزق النبي من المحبة... ويوم أراد الله لإبراهيم حمايةً وتمكينًا أرسل له سلامًا يحفظه من نار الأعداء وبرد الصراع بين الحق والباطل فنجا بالسلام من الله وحفظ!


 ولما جمع يحيى القوة والحكمة والحكم والبر والتقوى نال السلام من ربه؛ سلامًا من يوم مولده إلى يوم خلوده في الجنة... ولن أنسى شعور السلام الذي يخالط القلب فيطمئنه ويمسح عليه فيهدأه ويمكث فيه فيحيه ويبعثه على الإزهار والإشراق ويجعل الروح خضراء تعطي دون أن ينضب عطاؤها أو يخبت خيرها ووهج كرمها!


زمزمُ المشاعر كلها هو السلام منه تنبع كلها وإليه تعود محملةً بأثرها وشذها وطيب وجودها... ختاما قد يهبك الله أشخاصًا أو شخصًا يكون لك كلَّ السلام فيبعث فيك حبًا له وتفردًا به وأنس وثقة وتسليمًا لصدقه وقربه وما أجمل أن تكون العطايا والهدايا كلها سلاماً.


فاللهم لكم ولي سلامًا من لدنه حتى يتم لنا السلام وندخل دار السلام.

تعليقان (2)
إرسال تعليق
  1. اللهم سلاما على مدى العمر سلاما يملئ القلب وتستكين به الروح حتى نلقاك وانت راض عنا..
    سلم الله قلمك ليمطر على قلوبنا سلاما يغيثها من ظمأ الدنيا 💚💚💚

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة