الساهون
إن من مهمة "الساهين" البحث عن الأعذار، وجعلها هي المرجعية، فما عرفوا من الدين إلا التيسير، وما فقهوا من الأحكام إلا الرخص!
- فتجده يتأخر عن أداء الصلاة على وقتها، ويستدل بحادثة "أداء النبي ﷺ صلاة الفجر عند شروق الشمس،" وبغض النظر عن صحة الرواية من عدمها، إلا أنها كانت مرة واحدة ولم تتكرر، لم تتكرر أفهمت؟ .. فما حال الساهين منها؟!
- ويَكثرُ من الهزلِ والضحكِ واللهو، مستدلًا بحادثةٍ "ضعيفة الرواية" ( أخبروها أنها عجوز ولا يدخل الجنة عجوز)، وصحيح أن هناك أحاديث وروايات صحيحة تّبين مداعبة النبي للصحابة، وتمازحُه معهم، إلا إن ذلك كان نزرًا يسيرًا في حياته ﷺ.
- ويَكثرُ من ضياعه للوقت، بين اللعب واتباع الهوى؛ مستدلًا بقوله ﷺ (والذي نفسي بيده؛ إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات) ولكنهم ويا "أسفي" جعلوها ساعة بساعات إلم تكن ساعة بشهور، فانتقلوا من المباح إلى المحظور، وخالفوا الحديث و دلالاته، والله المستعان!
- ويبالغ في التَّزين والتَّطيب والتَّملُح حتى ليكون ذلك شغله الشاغل، وهمه الغالب، مستدلًا بالحديث المنكر "من أنفق ثلث ماله في الطيب فما أسرف" وحديث "من كان له شعر فليكرمه" والأخير الصحيح لكنه جاء داعيًا للتوسط، حيث هناك أحاديث أخرى تنهى عن الزيادة في التَّزين للشعر كحديث عبد الله بن مغفل الوارد في النسائي، ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غبا ).
- ويَزيد في التَّلين والتَّراخي حتى ليغدو مسكينًا بليدًا؛ ما يدري ما طحاها! مستدلًا بالحديث الضعيف "اللهم اجعلني مسكينًا واحشرني في زمرة المساكين" وحتى لو اتفقنا على صحة الحديث فالمعنى المراد كما يقول أهل العلم "الإخبات والتواضع" وليس الضعف والمسكنة، كما أن هناك أحاديث أخرى صحيحة أوجب بالالتزام بها كحديث: " المؤمن القوي …"
- ويهبط بنفسه من درجة الولاء والبراء؛ إلى درجة الولاء دون البراء؛ مستدلًا بالقصة الكاذبة "أن جارًا يهوديًا أذى النبي عليه الصلاة والسلام فصبر عليه، وأنه ساكنهم بالمدينة واقترض من يهودي، وتلك قصة ضعيفة مكذوبة على النبي عليه الصلاة والسلام، فكيف يُؤذى النبي وفيهم عمر وعلي والصحابة، ثم ما ثبت أن كان له جارٍ يهودي!
- كانت تلك بعض صفات "الساهين" فاحذرهم وتحاذر منهم ومن أفعالهم، بارك الله فيك وإيانا!.
إرسال تعليق