U3F1ZWV6ZTE4OTE5ODMyNDAxMDQ5X0ZyZWUxMTkzNjI2NjI5MjY0OQ==

مَقْرمَة أمي .. بقلم الكاتب سلطان الحذيفي


" أقسمت أَلاّْ يمسها الماء!!  
ردَّتْ بهدوء ٍتام: ولم الحَلْف ورفْعُ الصوت؟!!  
 حين تجثو على قلبي الذكرياتُ، ويعصرهُ الحنين أضع فيها أنفي فأجد سكينة روحي تشبه تلك السكينة التي تغذيتها في أحضانها عند طفولتي.  
  ما كنت أتخيل أنّ مثل هذا الحضنَ ستمتد إليه يدُ الموت القاسية، وبكل عنف… كانت تتعرض بين الحين والآخر للفحاتِ مرضٍ شديدة فتحذِّرُ حفيدها من الاتصال بنا كي تجنبنا شيئًا من الألم…ففي الأم لأولادها جبالُ شفقة... ومشاعر حبٍ عارمة…   ثّم ماتتْ…! 
فأظلمَ كلُّ شيء…   كنتُ أتلفتُ علِّي أرى مكانًا لا تراه العيون كي أمزِّقَ الموتَ بالبكاء… فصرتُ أتصبّرُ كيلا تسقطُ أختي مغشيّة إلى الأرض فهي رقيقة القلب حساسة المشاعر .
كانت تنظرُ إليَّ وتسألني: أمي ماتت؟!! أرد عليها: لا. هي أفضل من الأمس.

  انهمرتْ عيناها وهي ترى صورتها مُسجَّاةٌ بين عينيَّ!!ّ كيف؟!! لا أدري هكذا أخبرتني فيما بعد.  
عندما صرنا نتحدث عن آثارها ونجلدُ أنفسنا على كل مسلكٍ أخطأناه في حقها ولات حين مندم.
 فأيامنا معها قد انقضت وأصبحنا نشعر أنَّ مأوى السكينة الرحب غاب ولم يبقَ إلاَّ ذكرى فقط.  
  فلكم يتفطّر ُ القلبُ كمدًا، حينما يهجم الموت على أمٍّ أطفال لا يبرحون محاذاتها وفوقها يتمرغون… ثمَّ يرونها ممددة لا صوت ولا حراك والنساء من حولها يبكين...ويتوجعن بمقولات لو تكلم بها إبليس لكانت أقل ضررًا، وأخف تبعة من ألفاظهم… فيموتون بعدها عشرات المرات ويظلون كالسكارى سنوات !!
فالهوَّة لم يسدها أحد...    يقرصهم البرد الشديد ربما، فيتذكرون أمهم التي كانت تستيقظ من نومتها عشرات المرات ترفع هذا، وتسقي ذاك… تضمُّ هذا وتبتسم لذاك،  لطفك ربي فأنت الرحيم.  



ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة