U3F1ZWV6ZTE4OTE5ODMyNDAxMDQ5X0ZyZWUxMTkzNjI2NjI5MjY0OQ==

مراجعة كتاب عقيدة المسلم “الغزالي“| صلاح العياشي

#مراجعة_كتاب: عقيدة المسلم
المصنف: محمد الغزالي.


يأتي هذا الكتاب حاملْا رقم (120) ضمن برنامج #كتاب_الأسبوع، الذي يقيمه برنامج ##تحدي_قراء_اليقظة، وفي هذا الكتاب يتحدث الشيخ الغزالي رحمه الله عن العقيدة ومدى أثرها في حياة الإنسان بصفة عامة والمسلم“ بصفة خاصة، مبينًا أثرها ومٱلاتها ثم وبطريقةٍ مغايرة عن المعتاد يتطرق للكثير من الأمور الغيبية والعقائدية، محترفًا في سبر أغوارها: إذ يقول الذي دعاني لتأليف هذا الكتاب هو أنني ما وجدت في كتب العقيدة ما يتعرض للإلحاد وللعقيدة كما يجب؛ اللهم طريقة تقليدية نظرية خالية من الروح كمن يعرض عملية حسابية (لها مداخلات ومخرجات)! والآخيرة من عندي لتقريب الحال.

- يبدأ الكاتب كتابه باستعراض العقيدة الإسلامية تعريفًا وبسطًا ثم يدلف بك إلى أعماقها والقصد توطيدها، حيث يذهب بك إلى أساس القضايا وهي “وجود الله“ في نقاشٍ هادئ متزن، وطرحٍ بسيط مختلف، وأسلوب حواري يحركه الوعظ ويزينه الأدب! 

- ثم ينتقل بك في عرضٍ جديد مبتدئ حديثه عن الإيمان، وقرينة العمل، ثم القضاء والقدر، البعث والحساب، الخطيئة والمغفرة، الحرية والإدارة، وفي هذه المواضيع يطرح اجتهاداته، واجتهادات من سبقوه، مدعمًا بالأدلة قوله، مفصلًا بالحوار رأيه، وتجده يتفق مع الأشاعرة في إثبات ثماني صفات لله تعالى دون غيرها، ومن ثم يمتدحهم ويحسن من رأيهم ويصفه برأي الجمهور، ويدعو لاتباع مذهبهم هذا، وأما عن خلافات المذاهب والفرق فأنه يقول فيها: إن التأريخ يُدون لأخذ العظة والعبرة، لا أن نجتره معنا بمساوئه وزلاته لنعيشها كما أنها ولدت اليوم.


- الكتاب نسائج مباركة، دون الصعب وفوق السهل، لا تعقيدًا مضر، ولا تبسيطًا مُخل، مناسب للعوام وما علاهم يسعى لضبط الأفكار وبلورتها، ورد الشبهات وتفنيدها، وزيادة اليقين وتثبيته، إلا إن لنا عليه بعض التعليقات، والتي كنا قد سمعنا بها، أو قرأناها وفهمناها، مطلعون على مخالفاته، كاعقتاده بمذهب الأشاعرة في الصفات الثمانية، فهذه منازعة لا إثبات لديه عليها، وإن كانت الصولة الفكرية -هذه المرة- للأشاعرة فهذا لا يعني أنها ستكون دائمًا، ولا تعني أنها تمثل رأي عامة الجمهور، ثم أن هذا الاعتقاد يطرحنا أمام سؤالٍ مهم عن حال عقيدة المسلمين في الصفات قبل مجيء الأشاعرة؟!!
- لنعرف أن رأي السلف هو الرأي الذي يتوجب اعتقاده، وهم الأقرب عهدًا بالرسول والصحابة، فإنهم قد أثبتوا لله صفات ذكرها في كتابه، وعلى لسان نبيه، وواجبنا تجاهها الاعتقاد بها كما وردت، دون تكييفٍ ولا تمثيلٍ ولا تعطيل، والله أعلم! 

- وله رأيه في القدر، ومعتقده عن علم الله، يخالف فيه أهل العلم والسلف، -وذلك يعود لعدم اعتبارية أحاديث الآحاد لديه، وهذا مالم يوفق فيه -رحمه الله- وقد قام بعض العلماء بالرد عليه أمثال الشيخ “سلمان العودة“ فك الله أسره، وهو الذي كان معه ألينهم قولًا، وأهدأهم حالًا، وألطفهم بسطًا في كتابه “ حوار هادئ مع الغزالي“ وقد اطلعت على شيء منه، آمل أن يمن الله علي بتمامه، لأن به اكتمال الفائدة، ونيل القصد.

- وإنه ليتبين لنا من خلال اللغة الأدبية التي كتب بها الكتاب، أن الغزالي كان كثير الركون إلى العواطف كثير التعويل عليها، وأنه أراد بأسلوبه الوعظي الإرشادي تعريف الناس العقيدة الإسلامية بطريقة مشاعرية حركية مبتعدًا فيها عن أسلوب العلم الشرعي التقليدي، بحيث يصعب على قارئ الكتاب، تحديد فكر ومذهب الكاتب!

- ختامًا كانت هذه مراجعة بسيطة، حسب فهمي المتواضع، فإن وفقت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، والله المستعان، وإلى لقاءٍ يتجدد..

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة