U3F1ZWV6ZTE4OTE5ODMyNDAxMDQ5X0ZyZWUxMTkzNjI2NjI5MjY0OQ==

يوميات رمضانية

 












-

الخميس 3رمضان 1442 هـ 


تنهيدة إرتياح ، تجتاحك حتماً حين تنتهي من هرولتك للاحق بالوقت قبل سويعات صدح آذان المغرب، ثم تتسأل هل حقاً ارتضيت !؟

نحن النساء العاملات - الشاقيات بمصطلح العامية لدينا- نذكركم حتماً بشغالات النحل الدؤبات لا يكللن ولا يمللن من الهرولة من زهرة لزهرة ، في سبيل إنتاج شراب مختلف ألوانه، "فيه شفاء للناس "،

هنا النحل يضرب لنا مثل الرضا لما جبلت له وعليه تلك "الشاقية" دون أن يستشعر بدنها من تعب الهرولة أنها مضطهدة ، فهو الرضا لما اختار لها الله في خلقها لتكن أداة إنتاج ، و العكس في ثلة من النساء ، رفعن الراية النسوية وهتفن مطالبات التسوية، بينهن وبين مضطهدهن "الرجل"، بينما لو علمن تلك النسوة من أجر إفطار صائمي رمضان ، وما تقوم به من أعمال في منزلها، وأجور رضاها وطاعتها لأهلها أو زوجها، لتمنيت أن تظل كشغالة النحل ، مهرولة في رضا لتكسب أجر عسلاً يشفي المرضى .


وبالمقابل نجد فعلياً للأسف ممن يحتسبون على الرجولة، قد عقد العصا، وفتل العضلات ، نعم في شهر الرحمات، وقعد منبطح متعب ، يطالبها بما يفوق طاقتها

 - لاسيما إن كانت عاملة خارج منزلها مثله-

فتهتز أركان رجولته أن هي طالبته ولو بالقدر اليسير في مشوار الهرولة قبل سويعات للآذان.


و أحببت أن أورد في مسألة حكم خدمة المرأة في بيتها شرعاً وسمعت من فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله قال:

 

"هل يلزم المرأة أن تخدم زوجها أو لا؟

 هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم، فمنهم من يرى أنه لا يلزمها أن تخدم زوجها لا في القليل ولا في الكثير حتى في طبخ الغداء والعشاء ونحوه، لا يلزمها أن تقوم به. ومنهم من يرى أنه يلزمها أن تقوم بما دل عليه العرف في ذلك، فما دل عليه العرف من الخدمة سواء كان ذلك في مأكل أو مشرب أو ملبس أو غير ذلك مما جرى به العرف؛ لأن النساء يلتزمن به حتى تعد من امتنعت من ذلك مخالفة للمعروف، فإنه يلزمها أن تقوم به. وهذا القول هو الراجح أن المرأة يجب عليها أن تعاشر زوجها بما دل عليه العرف وبما كان متعارفاً بين الناس بحسب الأحوال بحسب الأزمان وبحسب الأمكنة لقوله تعالى: ﴿وعاشروهن بالمعروف﴾ وكما أن الزوج عليه أن يعاشرها بالمعروف وهذا يختلف باختلاف الأزمان وباختلاف الأماكن وباختلاف الأحوال وباختلاف القبائل والعادات فعليها هي أيضاً أن تعاشره كذلك؛ لأن الله يقول: ﴿ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف﴾ فعليه مثل ما عليهن بالمعروف، وله ما لهن بالمعروف، وبناءً على ذلك فإننا قد نقول في وقت من الأوقات أنه يلزمها أن تخدم زوجها في الطبخ وغسيل الأواني وغسيل ثيابه وثيابها وثياب أولادها وحضانة ولدها والقيام بمصالحه، وقد نقول في وقت آخر أنه لا يلزمها أن تطبخ ولا يلزمها أن تغسل ثيابها ولا ثياب زوجها ولا ثياب أولادها حسب ما يجري به العرف المتبع المعتاد. وهذا إذا تأملته وجدته ما يدل عليه القران والسنة، وأما الآراء الفقهية فإن الآراء الفقهية تنزل على حسب أعرافهم وعاداتهم، العلماء رحمهم الله يحكمون بحسب ما يرون مما يقتضيه العرف في وقتهم، وإذا تدبر الإنسان ذلك وجد كثيراً في كلامهم يقولون يجب كذا ويجب كذا، فإذا تأملت وجدت أن ذلك بحسب ما يكون من العرف في وقتهم."


وبهذا نتفق على أنه بحسب العرف و من باب الإحسان ، ولنا في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم والصحابيات ممن كنا يقمن بخدمة أزواجهن ، وبالمثل نذكر كيف كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في بيته كان يقوم في مهنة أهله : يحلب شاته ، ويرقع ثوبه ، ويخدم نفسه ، ويخصف نعله ، فهل نقتدي ؟! 

أم يردد من قالت له زوجته كن مثل النبي صلى الله عليه وسلم في بيته ، رد عليها قائلاً: عندما تكوني عائشة .


ومن ما نرأه من تحول رمضان من شهر العبادة ، وتذوق نفحاته ، لهرولة عجيبة لقضاء أغلب وقت النساء في التفنن في طهي المأكولات ، تاركةً خلفها شهر الرحمات؛ فهل معنى هذا أن تعتزل طهي المأكولات!؟

- لا. بالطبع ، ولكن التقنين وتوزيع أوقاتها مابين إشباع صائمي رمضان فتأخذ أُجور إطعامهم، وفي ذات الوقت تعلم أن رمضان قد لا تبلغه السنة القادمة ، فتتزود فيه بالطاعات والصلوات .


ولتجعل عبادة إطعام الطعام في رمضان ضمن العبادات المكلفة أن تقومها بها في هذا الشهر الكريم. 


#يوميات_رمضانية

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة