حديثُ الطريق!
في الحافلة التي ستقلني إلى المنزل، لفت انتباهي حديث امرأة كانت تجلس بالقرب مني مع طفليها، حين قالت لهما غاضبة: يكفيكما تذمراً، غداً سأشتري لكما الحلوى!
- رد أحدهما: لكنكِ ومنذ أكثر من أسبوع وأنتِ تقولين لنا أنك ستفعلين ذلك، ولا تفعلين، لكنها لم تعقّب على كلمات الصغير، بل بقيَتْ صامتة، وذلك الحزن الساكن في عينيها يصرخ بشدة!
- وكعادتي لم أستطع تجاهل الأمر، تحدثت معا وكم أحزنني فيما بعد ما علمته عنها، هي امرأة في منتصف العقد الثالث مع عمرها، أرملة وأم لخمسة أبناء، تسكن معهم في ملحق قديم يحتوي على غرفة واحدة!
- زوجها الذي توفي إثر مرض الفشل الكلوي، لم يكن سوى عامل بالأجر اليومي في أحد المطاعم، مما يعني أنه لم يورّث لها فلساً واحداً، فيتركها وحيدة في هذه الحياة، لا حول لها ولا قوة إلا بالله، وجدت نفسها في ليلة وضحاها مسؤولة عن خمس أرواح!
- فتاةٌ أميةٌ لا تقرأ ولا تكتب، لا أهل ولا أقارب، منهم من توفي ومنهم من تناسى أن له أرحام يجب وصلهم! اضطرت للعمل كخادمة في البيوت، وهي التي ما خُيّل لها أبداً أن يصل بها الأمر لكل هذا الشقاء، لكنها أقدار الله وتقلبات الحياة، وبؤس الحاجة.
- فعلت ذلك من أجل توفير لقمة العيش لها ولأبنائها، مخافة أنت تخسر شرفها إن داهمها ذل الفقر والجوع…
ولأكون منصفة؛ أنا مثلكم تماماً، ساهية في عالمي، معمية عنهم! عمّن يا رؤى؟ عن الفقراء والمحتاجين، نعم لست من أثرياء القوم، ولكن باستطاعتي مساعدة البعض منهم، ومنا وما أكثرنا : المتناسون المتجاهلون والمهملون حق السائل والمحروم واليتيم، والله المستعان!
- ((يسألونك ماذا يُنفقون قُل ما أنفقتم من خيرٍ فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خيرٍ فإن الله به عليم))
- #رؤى_المخلافي
أبدعتي أيما إبداع
ردحذفحروف أنامكِ تنم عن موهبة حقيقة،
لكِ كل الود والتقدير ..
شكرًا لك
حذفجميل كم انتي رائعه
ردحذف