U3F1ZWV6ZTE4OTE5ODMyNDAxMDQ5X0ZyZWUxMTkzNjI2NjI5MjY0OQ==

مفهوم البدعة وأنواعها | منذر الخراساني

 "مفهوم البدعة" 

 ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) 

(كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)  


يتناول الحديثان أعلاه، الذم والتحذير لما يمكن أن يزيد به الناس ويلزمون الأمة به باعتباره ديناً أو استكمال للتشريع،وقد عرف الفقهاء البدعة بناءً على هذين الحديثين الصحيحين وشواهدهما بعدة تعريفات، سأختار منها التوصيف الذي أورده الإمام الشاطبي حيث قال :

البدعة : "عبارة عن طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشريعة، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه" 


 وهناك تعريف آخر يميزه عن السابق من حيث دخول العادات والأعمال العادية في مفهوم البدعة فيقول: "البدعة طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشريعة، يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية" .


وعلى هذا فإن البدعة ما كانت اختراع في الدين "في أمرنا" ، لمضاهاة الشارع أو الاعتقاد بأن الشرع كان ناقصاً فتم استكماله بهذه الطريقة والاستمرار عليها .


أما إذا كان لها أصل في الدين أو قياس (جلي ، خفي) باتحادها في العلة مع الذي جاء به الشارع الحكيم، فإن ذلك لا يسمى بدعة ننزل عليها حكم الحديث النبوي بأنها ضلالة وفي النار .   

 مثل ما يلي : 


- كتابة القرآن في مصحف واحد وإحراق بقية النسخ أو تنقيطه وتشكيل الحروف مع تبيان علامات الوقف والتجويد عليه.  


- مكبر الصوت للأذان ، فالأذان هو الأمر التشريعي، بينما إيصال إعلامه للناس يدخل في باب الوسائل التي تحقق المقاصد .

- كما هو الأمر في الصيام باعتباره الحكم التكليفي الشرعي أما مدفع التنبيه للإعلام بدخول وقت الإفطار فهو من الوسائل المتغيرة العائدة لتغير الزمن والمكان والحال . 


- الأيام الفاصلة في حياة الأمم والشعوب، وما يتواضعون عليه في إدارتهم لشأنهم العام ، بما لا يرتبط به من استحداث عبادة معينة أو أمر تشريعي . 

كما قرر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ النظم الإدارية مما عند الآخرين، فدون الدواوين ومَصَّر الأمصار وربط التأريخ بحدث الهجرة ، وجهز الجيش وفق ترتيب إداري واضعاً في ذلك رواتب وإجازات لهم على غير ما كان معمولاً به في زمن النبي عليه الصلاة والسلام والخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه .  

وما يسمونه "الأعياد الوطنية" ، لا يدخل فيه تعظيم ديني أو زعم اختراع تشريع سماوي ، وعليه فلا يظهر لي أنه يسلك في حكم البدعة الوارد في الحديث. 


والبدعة التي ذمها النبي لا يوجد فيها تقسيم لبدعة حسنة وسيئة، بل كلها سيئة 

لكن هناك ما له أصل في الدين، فتم هجره أو عدم القيام به، وجاء من يعيد إظهاره، 


مثل ما عمل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند جمع الناس لصلاة التراويح في المسجد خلف إمام واحد 


وبعد أن حدث هذا، قال (نعمت البدعة)  

نتيجة لذلك ولغيره ، قام بعض الفقهاء بتقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة .  

والخلاف لفظي ، لأن النبي قد صلى التراويح لثلاث ليال ثم تركه. ( أي لم يشرعه الخليفة عمر من عنده وإنما أعاد إحياءه فقط) . ذ

منذر الخراساني

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة